ولكن قد ذكر بعض الاعلام: أن كون المراد هو المؤازرة في الجملة بعيد؟ لكون المسلمين على اختلاف مراتبهم قد وازروه في الجملة.
فالمراد هو المؤازرة في جميع الأمور والأحوال. والموازرة الكاملة في الدين تحتاج إلى أعلى درجات الوعي، والعلم، والسمو الروحي إلى درجة العصمة. الامر الذي يعني: أن شخصا كهذا هو الذي يستحق الإمامة، ولا يستحقها سواه؟ ممن تلبس بالظلم، كما قال تعالى: " لا ينال عهدي الظالمين ". وليس ذلك سوى علي " عليه السلام ".
أضف إلى ذلك: أن إمامة وخلافة علي " عليه السلام "، إنما هي بجعل من الله سبحانه وتعالى، لا يجعل من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لتترتب على المؤازرة المنشودة، والمرغب بها، مع علم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بعدم إجابة غير علي " عليه السلام "، فيكون ما جرى في يوم الانذار لأجل إقامة الحجة، وقطع كل عذر. فكلام المظفر هو الأولى والأقرب انتهى.
وأما ما ذكره ابن تيمية خامسا، وأخيرا فهو لا يصح أيضا بأي وجه:
أولا: لان وجود حمزة إنما يضر، لو كان قد أسلم قبل نزول آية الانذار، ونحن لم نستطع: أن نحتمل ذلك، فضلا عن أن نجزم به؟ إذ من القريب جدا، بل هو ظاهر، إن لم يكن صريح ما ورد في كيفية إسلام حمزة: أن يكون إسلامه بعد الاعلان بالدعوة، وبعد وقوع المواجهة بين النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وقريش، وبعد مفاوضاتها لأبي طالب.
وثانيا: لو سلم فإن إنذار عشيرته يمكن أن يكون أثناء الدعوة السرية، وقبل إسلام حمزة، حتى لو كان قد أسلم في الثانية من البعثة، ويكون ما جرى بين حمزة وأبي جهل، بمثابة إعلان جزئي للدعوة. وتكون قريش قد بدأت تتعرض لشخص النبي " صلى ألد عليه وآله وسلم " حتى في الدعوة السرية، وأما بالنسبة لسائر من أسلم فقد كان ثمة محدودية في