مرتين. وأن دخولهم هذا سوف يكون على نحو واحد في المرتين معا، أي بالقوة والقهر، والغلبة (كما دخلوه أول مرة).
ه: إنه تعالى بعد أن ذكر الاحداث الأربعة عاد فقال: (وإن عدتم عدنا) وهو لبيان قاعدة كلية، وسنة إلهية في مواجهة طغيان بني إسرائيل وفسادهم، وهو لا يدل على أن ذلك سوف يقع منهم، بعد تلك الاحداث الأربعة، بل إن ما سوف يقع جزما هو ما ذكر. أما ما سواه فلا دليل على حدوثه، بل إن تعبيره ب " إن " الشرطية، الموضوعة للاستعمال في غير موارد الجزم لربما يشير إلى عدم الوقوع.
و: ان المقصود ب: (عبادا لنا) قوم مؤمنون، وذلك لاقتضاء ظاهر قوله: (بعثنا)، وقوله: (عبادا لنا) (1) لان البعث، والعباد له، لم يستعملا في القرآن - إلا ما شذ - إلا في مقام المدح والثناء، ولا سيما مثل قوله تعالى: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وغير ذلك.
ولا أقل من أنه قصد به ما سوى الكافرين.
ولربما يشير إلى ذلك أيضا: أنه تعالي بعد أن ذكر انتصار عباده على بني إسرائيل وما سوف يحيق ببني إسرائيل من سوء، وأنه جعل جهنم للكافرين حصيرا، عاد فأجمل كل ذلك على شكل قاعدة كلية، فبين: ان سنة الله هي أن يبشر عباده المؤمنين الذين يقفون المواقف الصالحة، ويدافعون عن دينه - كهؤلاء العباد الذين أرسلهم على بني إسرائيل - بأن لهم أجرا عظيما. وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة، ويفسدون في الأرض، ويعلون، علوا كبيرا، كما هو حال بني إسرائيل قد أعتد لهم عذابا أليما، فقال:
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين