تعالى: (قضينا) المشير إلى حتمية ذلك لكن لا على سبيل الجبر، وإنما على سبيل الاخبار بما هو حتمي الوقوع بحسب ما يعلمه الله من أحوالهم.
ثم عبر بكلمة: (في الكتاب) المفيدة إلى نوع التأكيد أيضا.
ثم أتى بلام الابتداء في أكثر من مورد، فقال: (لتفسدن، ولتعلن). ثم أتى بنون التوكيد. مشفوعة بإذا التي تستعمل في مقام الجزم بتحقق الشرط.
وعقب على ذلك باعتباره وعدا قد جاء بصيغة التحقق والوقوع، حيث قال: (إذا جاء وعد) ولم يقل: وقت أو موعد وهو يقتضي الحصول والتحقق أيضا، ثم الحقه بكلمة: (بعثنا)، ولم يقل: سنبعث، ليشير إلى أنه أمر حاصل لا محالة، فهو يخبر عن وقوعه.
ثم عاد فكرر كونه وعدا ولكن بصيغة تؤكد وقوعه وحصوله حيث قال: (كان وعدا) ثم وصفه بقوله: (مفعولا).
ونلاحظ أيضا أنه لم يزل يعبر ب: " أمددنا، بعثنا، جعلنا، رددنا " بصيغة الخبر عن أمر حاصل، واظهارا للثقة بحصوله أيضا. فلاحظ الآيات.
ج: إن المستفاد من هذه الآيات هو: أن من سوف تجري لهم مع بني إسرائيل هذه الاحداث هم جماعة واحدة، يجوسون خلال ديار بني إسرائيل أولا، ثم ترد الكرة لبني إسرائيل عليهم، ثم يعودون هم إلى ضرب بني إسرائيل ضربة تسؤ لها وجوههم، ويتبروا فيها ما علوا.
وذلك لان الضمائر في: " جاسوا، وعليهم، وليسوؤا، وليدخلوا، ودخلوه وليتبروا " - كل هذه الضمائر ترجع إلى جماعة واحدة، عبر عنها بقوله تعالي: (عبادا لنا)، وليس غيره في الآيات يصلح مرجعا لهذه الضمائر - أصلا.
د: يستفاد من هذه الآيات: أن هؤلاء العباد سوف يدخلون المسجد