5 - هذا كله عدا عن الاشكال في أسانيد تلكم الروايات (1).
6 - إن افسادهم في منطقة محدودة، لا يعني كون ذلك هو المقصود من الآية التي تتحدث عن افساد كبير، وعلوهم في الأرض.
ولا شك انهم كانوا على مدى التاريخ أضعف من أن يكون لهم علو في الأرض كلها، بل وحتى على سابور، أو بخت نصر أو غيرهما.
رأي اخر في الآيات:
ويحتمل البعض: أن الفساد الأول كان في منطقة الحجاز، فبعث الله النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عليهم، وضربهم الضربة القاصمة، وكان دخول عمر إلى المسجد الأقصى، الذي يمثل دخول المسلمين، هو المعني في الآيات. وتبقى المرة الثانية ستأتي. كما ويحتمل أن تكون هي ضربة بخت نصر لهم هي الأولى، والثانية هي ضربة عمر لهم.
ولكن ذلك لا يمكن قبوله؟ لان عمر حينما دخل المسجد الأقصى لم يكن في بيت المقدس أحد من اليهود، وإنما كان تحت سيطرة النصارى، الذين استولوا عليه قبل ذلك بعقود من الزمن. وكانوا يجعلون الاقذار والأوساخ على (الصخرة)، التي هي قبلة اليهود، بل كانت المرأة ترسل بخرقة حيضها من بلاد الروم إلى بيت المقدس لتلقى على الصخرة، مبالغة في امتهانها، وإذلالا لليهود واحتقارا لهم (2).
كما أنه لا معنى لإرادة بخت نصر؟ ليكون هو بطل المرة الأولى، وذلك لما أشرنا إليه في النقاط الست الآنفة الذكر.