وأجاب عن ذلك بأنه مجرد إشعار؟ من دون تصريح.
ونقول: إن الضمائر حسبما تقدم ليس لها مرجع في الكلام سوى قوله: " عبادا لنا ". وهذا يدل دلالة واضحة على وحدة القوم المرسلين على بني إسرائيل وليس مجرد إشعار.
ومرادنا بالوحدة هو أن يكون لهم رابطة تجمعهم ككونهم فرسا، أو مسلمين مثلا. ويرد على كلامه سلمه الله، وعلى جميع الروايات المتقدمة، عن الدر المنثور وغيره ما يلي:
1 - إننا لم نجد لبني إسرائيل كرة على بخت نصر، ولا على سابور ولا غيرهما. بل إن كورش قد أرجعهم إلى بلادهم بعد حوالي مئة سنة من أسر بخت نصر لهم. مع أن الآية تكاد تكون صريحة بأن لبني إسرائيل كرة على أولئك العباد المبعوثين.
2 - إن النبط لم يدخلوا المسجد مرتين وكذلك بخت نصر، وقيصر، وغيرهم ممن ذكر جميعا. وقد أشارت الآية إلى أن المبعوثين سوف يدخلون المسجد مرتين.
3 - إن جميع أولئك ما كانوا من المؤمنين، بل كانوا من الطغاة والمتجبرين.
4 - إن بخت نصر كان قبل الميلاد بست مئة سنة تقريبا (1) وكان يحيى معاصرا للمسيح " عليه السلام " (2) فكيف ينتقم له بخت نضر؟ كما أن سابور متأخر عن بخت نصر، لا مقدم عليه كما في الرواية.