يعملون الصالحات: أن لهم أجرا عظيما. وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما).
ثم دخل في موضوع آخر.
ويرى العلامة المحقق البحاثة السيد الطباطبائي " رحمه الله ": أنه لا دليل في الكلام - أي في قوله تعالي: (بعثنا عليكم عبادا لنا) يدل على كون المبعوثين (مؤمنين)؟ إذ لا ضير في عد مجيئهم إلى بني إسرائيل، مع ما كان فيه من القتل الذريع، والأسر، والسبي، والنهب، والتخريب، بعثا إلهيا؟ لأنه كان على سبيل المجازاة على إفسادهم في الأرض، وعلوهم، وبغيهم بغير الحق؟ فما ظلمهم الله ببعث أعدائهم، وتأييدهم عليهم، ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم (1).
ونقول:
إننا لا نستطيع - بدورنا - أن نقبل: أن الله تعالى يؤيد الظالمين والمجرمين بأي وجه. نعم، هو يخلي بينهم وبينهم، ويوقف تأييداته لهم، وهذا غير تأييده لأولئك، وبعثهم على هؤلاء.
إلا أن يدعى أن المراد هو التسليط عليهم. وذلك بالتخلية فيما بينهم، ووقف التأييدات للفئة المؤمنة بسبب ما فعلته.
لكن يرد عليه: أن نسبة البعث - والحالة هذه إلى الله سبحانه - تصبح غير ظاهرة، ولا مقبولة.
كما أننا قد أشرنا فيما سبق إلى وجود بعض القرائن المشيرة إلى إيمان المبعوثين. فالأظهر هنا: هو أن أولئك العباد سوف يدفعهم أمر الله تعالى والتكليف الشرعي إلى القيام بذلك العمل؟ فيصح أن يقال: إن الله هو المحرك والباعث لهم.