من النبي وتدلى في الأفق نحو النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ".
ثم، إن ذلك الشديد القوي ذا المرة الذي دنا فتدلى، أوحى إلى النبي الذي هو عبد الله ما أوحى.
ورجوع الضمير إلى الله مع عدم سبق ذكره، لا ضير فيه لوضوحه، كما قال العلامة الطباطبائي، أو على أن يكون ضمائر فأوحى إلى عبده ما أوحى راجعة إلى الله تعالى.
ثم قال: ما كذب الفؤاد ما رأى. والمرئي هو الآيات الكبرى، ومنها ما تقدم من الدنو، والتدلي، وكون جبرئيل بالأفق الاعلى.
وليس في الآية ما يدل على أن الرؤية قد كانت لله تعالى. ويدل على ما نقول قوله تعالى الآتي: " ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى ".
ثم قال تعالى: أفتمارونه على ما يرى. أي أتجادلونه في رؤيته جبرئيل، وهل هذا أمر نظري عقلي يصح الجدال والمراء فيه؟ وهل بامكانه أن يكذب بصره ويقول: لا أراه؟! فان الكفار كانوا ينكرون الوحي له، ورؤيته الملك.
ثم قال تعالى: ولقد رآه، - والضمير يرجع إلى ذلك الذي لا يزال يتحدث عنه -، نزلة أخرى، أي في نزول آخر، والذي كان ينزل عليه " صلى الله عليه وآله وسلم " هو جبرئيل، فإنه رآه والتقى معه على صورته في نزلة ثانية عند سدرة المنتهى. والسدرة نوع من الشجر.
ولا بد أن تكون هذه الرؤية الثانية في الأرض، وإلا لوجب أن يقول: ولقد رآه نزلة أخرى، ثم عرج به إلى السماء، حتى انتهى إلى السدرة، فرآه عندها.
ويبدو: أنه كان في الأرض - كما يراه بعض المحققين - شجرة سدر