" المطالبة بصحة الرواية، مع أن فيها طعنا على الأنبياء بالاقدام علن المراجعة في الأوامر المطلقة " (1).
وسؤال آخر: كيف لم يعلم الله تعالى: أن الأمة لا تطيق ذلك، وعلم بذلك موسى؟:
وسؤال آخر، وهو: ما المراد بعدم الإطاقة؟ هل المراد بها عدم الإطاقة عقلا؟ فيرد عليه: انه لا يمكن القول بجواز التكليف بما لا يطاق؟
أو المراد به ما كان في مستوى العسر والحرج، المنفي في الشرع الاسلامي، كما دلت عليه الروايات والآيات ولا سيما تموله تعالى: " يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر " (2) و " ما جعل عليكم في الدين من حرج " (3) وغير ذلك من الآيات.
ومما ذكرناه يتضح: أنه لا يمكن أن يكون تعالى قد كلف بني إسرائيل مالا يطيقون.
واما قوله تعالى: " ربنا، ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا " (4).
فهو لا يدل على ذلك لعطف قوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " عليه؟ فيدل على أن المراد بالاصر هو ما يطاق، لا ما لا يطاق. ويمكن ان يكون المراد بالاصر: جزاء السيئات الثقيل والشاق، أو المبادرة بعذاب الاستيصال.
واما طلبهم أن لا يحملهم ما لا طاقة لهم به، فليس المراد أنه