قلت... إلى أن قالت: من حدثك أن محمد رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لا تدركه الابصار إلخ (1).
وعند مسلم: أنها أضافت: أنها سألت النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عن. ذلك، فأخبرها: أنه لم يره، وإنما رأى جبرئيل (2).
والروايات في أن المقصود بالآيات في سورة النجم هو جبرئيل كثيرة جدا وكذلك الروايات التي تؤكد: على أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد رآه بقلبه وفؤاده، لا بعينه وبصره، فإنها كثيرة أيضا. (3) بل إن نفس الآيات ظاهرة - إن لم تكن صريحة - في أن المقصود هو جبرئيل، بيان ذلك باختصار:
ان قوله تعالى: علمه شديد القوى يراد بشديد القوى هو جبرئيل " عليه السلام "، ثم وصف جبرئيل، الذي وصفه الله بالقوة في قوله: " ذي قوة عند ذي العرش مكين (4) " بكونه ذا مرة، (أي شدة وحصافة في العقل والرأي) (5)، وقوله (فاستوى) أي ان ذلك الشديد، ذا المرة. استقام أو استولى، وهو بالأفق الاعلى. وقوله: ثم دنا، أي ذلك الشديد ذو المرة دنا