فان لفظ العبد إنما يطلق على الروح والجسد معا، ولو كان مناما، لكان قال: بروح عبده، وإلى روح عبده.
كما أن قوله تعالى: " ما زاغ البصر وما طغى " ظاهر في البصر الحقيقي أيضا (1).
أضف إلى ذلك: أن آية سورة الإسراء، وآيات سورة النجم واردة في مقام الامتنان. وفيها ثناء على الله، وعجيب قدرته، وذلك لا يحسن، ولا يتم لمجرد رؤيا رآها النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "؟ إذ ربما يرى غير النبي، وحتى الفاسق الفاجر رؤيا أعظم من ذلك.
هذا بالإضافة إلى أن الرؤيا عند عامة الناس لا تدل على عظيم قدرته تعالى، إذ ربما تفسر على أنها نوع من الأوهام والخيالات، فيفوت الغرض المقصود من الاسراء والمعراج، كما هو ظاهر (2).
وثالثا: انه لو كان الاسراء مجرد رؤيا صالحة؟ فلا يبقى فيه اعجاز؟
ولما أنكره المشركون والمعاندون، ولما ارتد ناس ممن كان قد أسلم، كما سنشير إليه.
ورابعا: لو كان مجرد رؤيا، لم يخرج أبو طالب والهاشميون في طلبه " صلى الله عليه وآله وسلم ". وكان العباس يناديه حتى اجابه من بعض النواحي، حسبما ورد في بعضي الروايات.
واما لماذا ينكرون: ان يكون ذلك بالروح والجسد معا؟ فهو إما لعدم قدرتهم على تعقل ذلك، أو لأجل الحط من كرامة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كما تقدم في المدخل لدراسة السيرة، أو لعدم قدرتهم