ويحتجون بما عن عاثشة: ما فقدت جسد رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " (1).
وعن معاوية: انها رؤيا صالحة (2). وحكي مثل ذلك عن الحسن البصري.
ولكن الصحيح هو ما ذهب إليه الإمامية ومعظم المسلمين من أن الاسراء إنما كان بالروح والجسد معا. أما المعراج فذهب الأكثر إلى أنه كان بالروح والجسد وهو الصحيح أيضا. ونحن نشير هنا إلى ما يلي:
أولا: بالنسبة لعائشة، قال القسطلاني: " وأجيب: بان عائشة لم تحدث به عن مشاهدة؟ لأنها لم تكن إذ ذاك زوجا، ولا في سن من يضبط، أولم تكن ولدت بعد، على الخلاف في الاسراء متى كان " (3).
وأما معاوية فحاله معلوم مما ذكرناه في الجزء الأول: المدخل لدراسة السيرة.
وثانيا: قال تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " (4) وقال في سورة النجم - إذا كانت الآيات ناظرة إلى المعراج، ويرجع الضمير فيها إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لا إلى جبرئيل -: " فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى " (5).
(1) تاريخ الخميس ج ا ص 308، والمواهب اللدنية ج 2 ص 2، والبحار ج 18 ص 291 وفي المناقب لابن شهر آشرب ج ا ص 177: أن الجهمية قالت بهذا.
(2) البحار ج 8 1 ص 291 عن: المقاصد وشرحه، وراجع تاريخ الخميس ج 1 ص 308.
(3) المواهب اللدنية ج 2 ص 2.
(4) الاسراء: 1.
(5) النجم 9 - 10.