ووجود هجوم في سورة الإسراء على عقائد المشركين، لا يضر؟ إذا كانت السورة قد نزلت في أوائل البعثة.
ب - ما ذكره البعض في مقال له (1) من أن سورة الإسراء قد نزلت بعد الحجر بثلاث سرر (2) وسورة الحجر قد نزلت في المرحلة السرية.
وفيها جاء قوله تعالى: " فاصدع بما تؤمر، واعرض عن المشركين ". الامر الذي تسبب عنه الجهر بالدعوة واظهارها.
وايراد المحقق الروحاني هنا بان في السورة ما يدل على وجود الصدام بين النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والمشركين. وهذا الصدام إنما حصل بعد الاختفاء في دار الأرقم، وبعد الاعلان بالدعوة.
يجاب عنه بما تقدم، من أن من غير البعيد أن تكون هذه السورة قد نزلت تدريجا؟ فبدأ نزولها في أول البعثة. ثم أكملت في فترة التحدي والمجابهة بين النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والمشركين.
ويدل على قدم نزولها أيضا قول ابن مسعود عن سور الاسراء، والكهف، ومريم: انهن من العتاق الأول، وهن من تلادي (3).
وابن مسعود ممن هاجر إلى الحبشة، ورجع منها، والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يتجهز إلى بدر (4).
إلا أن يقال: إن ابن مسعود إنما هاجر إلى الحبشة بعد الطائف، أي في الهجرة الثانية، لا في الأولى؟ فلاحظ؟ فان ذلك لا يلائم قوله: انهن