الصحيح من سيرة الني الأعظم (ص) / ج 3 كما أنهم قد طلبوا منه أن يسمح لهم بالزنا، وشرب الخمر، والربا، وترك الصلاة (1). نعم فرفض ذلك، ولم يأخذ بنظر الاعتبار أن هذه قبيلة تريد أن تسلم، فيتقوى بها الاسلام، ويضعف بذلك جانب أعدائه ومناوئيه.
وهي في خلال هذه السنة تكون قد تعرفت على الاسلام وتدربت عليه. نعم، لقد رفض السماح لها بعبادة صنمها، الذي عبدته عشرات الأعوام، ولو لمدة سنة واحدة أيضا. بل هو يرفضه ولو كان لساعة واحدة، لأنه لا يريد أن يستفيد من أية وسيلة من أجل الوصول إلى أهدافه، لأنه يعتبر الوسيلة جزءا من الهدف، ومنه تستمد قدسيتها، كما سبق.
ولكنه في مقابل ذلك: لو أساء إليه أحد الناس مثلا؟ فإنه على استعداد لان يعفو عنه، ولكن شرط: أن يعرف المعفو عنه أنه قد أذنب، وأن هذا عفو عنه، أما إذا فهم من ذلك مشروعية الامر الذي ارتكبه، فإن ذلك العفو يكون مرفوضا جملة وتفصيلا.
وخلاصة الامر (2): إنه إذا كان المسلم ضيفا، فإنه لا مبرر لان يدخل في صراع عنيف مع الآخرين، ينتهي بالقضاء عليه، أو عليه وعلى عقيدته؟ لان المبدأ لا يستفيد من صراع كهذا، بل ربما يلحق به الضرر. وكذا إذا كان الحفاظ على الحق يحتاج إلى غطاء واق من