عباس كان أقرب إلى زمن الرسول، واعرف بسيرته من هؤلاء المؤرخين، فإذا ثبت النص عنه قدم على أقوال هؤلاء.
ولربما لا يكون هذا مخالفا لما تقدم عن الزهري وغيره، إذا كان ابن عباس لا يحسب الثلاث سنوات الأولى، على اعتبار: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " إنما أمر بانذار الناس بعدها.
2 - قد ورد عن الامام أمير المؤمنين " عليه السلام ": أن الاسراء قد كان بعد ثلاث سنين من مبعثه (1).
وهذا هو الأصح والمعتمد.
3 - ويدل على ذلك بشكل قاطع ما روي عن: ابن عباس، وسعد بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، والإمام الصادق " عليه السلام "، وعمر بن الخطاب، وعائشة، من أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قال لعائشة - حينما عاتبته على كثرة تقبيله ابنته سيدة النساء، فاطمة " عليها ا لسلام " -:
نعم يا عائشة، لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنة، فناولني منها تفاحة، فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة؟ ففاطمة حوراء انسية، وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها (2).