الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٣٦
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن هرم بن حيان انه لما نزل به الموت قالوا له أوص قال أوصيكم بآخر سورة النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة إلى آخر السورة * (سورة الإسراء) * * أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة بني إسرائيل بمكة * وأخرج البخاري وابن الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود انه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عمر والشيباني قال صلى بنا عبد الله الفجر فقرأ بسورتين الآخرة منهما بنو إسرائيل * قوله تعالى (سبحان الذين أسرى بعبده ليلا) الآية * أخرج ابن جرير عن حذيفة انه قرأ سبحان الذي أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا قال سبحان تنزيه الله تعالى الذي أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ثم رده إلى المسجد الحرام وقال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول قلت له لما علا فخره * سبحان من علقمة الفاخر * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن مردويه من طريق ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل باناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى سماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا فرحبا بي ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها فيها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع ان ينعتها من حسنها فأوحى إلى ما أوحى وفرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فرجعت إلى ربى فقلت يا رب خفف عن أمتي فحط عنى خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمسا فقال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزال أرجع بين ربى وموسى حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات لكل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فان عملها كتبت سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست