وفي الذكرى: أن الإرادة المتقدمة عزم لا نية (1).
وعن فخر الدين قدس سره أيضا - في رسالة النية -: أنه عرفها المتكلمون بأنها إرادة من الفاعل للفعل مقارنة له، والفرق بينها وبين العزم أنه مسبوق بالتردد دونها، ولا يصدق على إرادة الله أنها نية، فيقال: أراد الله، ولا يقال: نوى الله، وعرفها الفقهاء بأنها: إرادة إيجاد الفعل المطلوب شرعا على وجهه (2)، انتهى.
وظاهر كلامه عموم تعريف الفقهاء للمقارن وغيره، إلا أن يريد بيان المغايرة من حيث المتعلق فقط. وحينئذ فيمكن أن يحمل على تحديد النية الصحيحة، كما نراهم يأخذون شرائط الصحة في تحديد غيرها من العبادات والمعاملات. ويحتمل أن يبنى على وضع هذه اللفظة عند الشارع أو المتشرعة للصحيحة كغيرها من ألفاظ العبادات، بل المعاملات عند جماعة (3).
ثم وصف الإرادة بأنها * (تفعل بالقلب) * توضيحي، إذ لا محل لها غيره.
ويمكن أن يكون تعريضا على من استحب التلفظ بها - كما عن بعض الشافعية - أو أوجبه (4).