في رواية الأعمش فقالوا انا نعطيكم ثلاثين شاة وكذا ثبت ذكر عدد الشياه في رواية معبد بن سيرين وهو مناسب لعدد السرية كما تقدم في أول الحديث وكأنهم اعتبروا عددهم فجعلوا لجعل بازائه (قوله فانطلق يتفل) بضم الفاء وبكسرها وهو نفخ معه قليل بزاق وقد تقدم البحث فيه في أوائل كتاب الصلاة قال ابن أبي حمزة محل التفل في الرقية يكون بعد القراءة لتحصيل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها الريق فتحصل البركة في الريق الذي يتفله (قوله ويقرأ الحمد لله رب العالمين) في رواية شعبة فجعل يقرأ عليها بفاتحة الكتاب وكذا في حديث جابر وفى رواية الأعمش فقرأت عليه الحمد لله ويستفاد منه تسمية الفاتحة الحمد والحمد لله رب العالمين ولم يذكر في هذه الطريق عدد ما قرأ الفاتحة لكنه بينه في رواية الأعمش وانه سبع مرات ووقع في حديث جابر ثلاث مرات والحكم للزائد (قوله فكأنما نشط) كذا للجميع بضم النون وكسر المعجمة من الثلاثي قال الخطابي وهو لغة والمشهور نشط إذا عقد وأنشط إذا حل وأصله الانشوطة بضم الهمزة والمعجمة بينهما نون ساكنة وهى الحبل وقال ابن التين حكى بعضهم ان معنى أنشط حل ومعنى نشط أقيم بسرعة ومنه قولهم رجل نشيط ويحتمل أن يكون معنى نشط فزع ولو قرئ بالتشديد لكان له وجه أي حل شيئا فشيئا (قوله من عقال) بكسر المهملة بعدها قاف هو الحبل الذي يشد به ذراع البهيمة (قوله وما به قلبة) بحركات أي علة وقيل للعلة قلبة لان الذي تصيبه يقلب من جنب إلى جنب ليعلم موضع الداء قاله ابن الاعرابى ومنه قول الشاعر * وقد برئت فما في الصدر من قلبه * وفى نسخة الدمياطي بخطه قال ابن الاعرابى القلبة داء مأخوذ من القلاب يأخذ البعير فيألم قلبه فيموت من يومه (قوله فقال بعضهم اقسموا) لم أقف على اسمه (قوله فقال الذي رقى) بفتح القاف وفى رواية الأعمش فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها شئ وفى رواية معبد بن سيرين فامر لنا بثلاثين شاة وسقانا لبنا وفى رواية سليمان بن قتة عروبة إلينا بالشياه والنزل فأكلنا الطعام وأبو ان يأكلوا الغنم حتى أتينا المدينة وبين في هذه الرواية ان الذي منعهم من تناولها هو الراقي وأما في باقي الروايات فأبهمه (قوله فينظر ما يأمرنا) أي فنتبعه ولم يريدوا أنهم يخيرون في ذلك (قوله وما يدريك انها رقية) قال الداودي معناه وما أدراك وقد روى كذلك ولعله هو المحفوظ لان ابن عيينة قال إذا قال وما يدريك فلم يعلم وإذا قال وما أدراك فقد أعلم وتعقبه ابن التين بان ابن عيينة انما قال ذلك فيما وقع في القرآن كما تقدم في أواخر الصيام والا فلا فرق بينهما في اللغة أي في نفى الدراية وقد وقع في رواية هشيم وما أدراك ونحوه في رواية الأعمش وفى رواية معبد بن سيرين وما كان يدريه وهى كلمة تقال عند التعجب من الشئ وتستعمل في تعظيم الشئ أيضا وهو لائق هنا زاد شعبة في روايته ولم يذكر منه نهيا أي من النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وزاد سليمان بن قتة في روايته بعد قوله وما يدريك انها رقية قلت ألقى في روعي وللدارقطني من هذا الوجه فقلت يا رسول الله شئ ألقى في روعي وهو ظاهر في أنه لم يكن عنده علم متقدم بمشروعية الرقي بالفاتحة ولهذا قال له أصحابه لما رجع ما كنت تحسن رقية كما وقع في رواية معبد بن سيرين (قوله ثم قال قد أصبتم) يحتمل أن يكون صوب فعلهم في الرقية ويحتمل أن ذلك في توقفهم عن التصرف في الجعل حتى استأذنوه ويحتمل أعم من ذلك (قوله واضربوا إلى معكم سهما) أي اجعلوا لي منه نصيبا وكأنه
(٣٧٥)