المال أي مال المسلمين واحترف في مال نفسه * (تنبيه) * حديث أبي بكر هذا وإن كان ظاهره الوقف لكنه بما اقتضاه من أنه قبل أن يستخلف كان يحترف لتحصيل مؤنة أهله يصير مرفوعا لأنه يصير كقول الصحابي كنا نفعل كذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى ابن ماجة وغيره من حديث أم سلمة ان أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم في حديث أبي هريرة في أول البيوع ان اخوانى من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ويأتي حديث عائشة ان الصحابة كانوا عمال أنفسهم وهذا هو السر في ايراد البخاري له عقب حديثها عن أبي بكر * الحديث الثاني (قوله حدثنا محمد حدثنا عبد الله بن يزيد) كذا ثبت في جميع الروايات الا رواية أبى علي بن شبويه عن الفربري عن البخاري حدثنا عبد الله بن يزيد فمحمد على هذا هو المصنف وعبد الله بن يزيد هو المقرى وقد أكثر عنه البخاري وربما روى عنه بواسطة وسعيد هو ابن أبي أيوب وأبو الأسود هو النوفلي المعروف بيتيم عروة وجزم الحاكم بان محمدا هنا هو الذهلي (قوله رواه همام) يعنى ابن يحيى (عن هشام) يعنى ابن عروة وهذا التعليق وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق هدبة عنه بلفظ كان القوم خدام أنفسهم وكانوا يروحون إلى الجمعة فأمروا أن يغتسلوا وبهذا اللفظ رواه قريش بن أنس عن هشام عند ابن خزيمة والبزار وقد تقدم هذا الحديث من وجه عن عروة ومن وجه آخر عن عمرة وتقدم شرحه مستوفى والغرض منه هنا قوله كانوا عمال أنفسهم وقوله يكون لهم أرواح جمع ريح لان أصل ريح 2 روح بفتح الراء وسكون الواو ويقال في جمعه أيضا أرياح بقلة * الحديث الثالث والرابع (قوله عن ثور) هو ابن يزيد الشامي لا ابن زيد المدني (قوله عن المقدام) هو ابن معدى كرب الكندي من صغار الصحابة مات سنة بضع وثمانين بحمص وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في الأطعمة (قوله ما أكل أحد) زاد الإسماعيلي من بني آدم (قوله طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده) في رواية الإسماعيلي خير بالرفع وهو جائز وفى رواية له من كد يديه والمراد بالخيرية ما يستلزم العمل باليد من الغنى عن الناس ولابن ماجة من طريق عمر بن سعد عن خالد بن معدان عنه ما كسب الرجل أطيب من عمل يديه ولابن المنذر من هذا الوجه ما أكل رجل طعاما قط أحل من عمل يديه وفى فوائد هشام بن عمار عن بقية حدثني عمر بن سعد بهذا الاسناد مثل حديث الباب وزاد من بات كالامن عمله بات مغفورا له وللنسائي من حديث عائشة ان أطيب ما أكل الرجل من كسبه وفى الباب من حديث سعيد بن عمير عن عمه عند الحاكم ومن حديث رافع بن خديج عنه أحمد ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أبي داود (قوله وان داود الخ) في رواية الإسماعيلي بحذف الواو وفى روايته من كسب يده قوله لا يأكل الا من عمل يده) وهو صريح في الحصر بخلاف الذي قبله وحديث أبي هريرة هذا طرف من حديث سيأتي في ترجمة داود من أحاديث الأنبياء ووقع في المستدرك عن ابن عباس بسند واه كان داود زرادا وكان آدم حراثا وكان نوح نجارا وكان إدريس خياطا وكان موسى راعيا وفى الحديث فضل العمل باليد وتقديم ما يباشره الشخص بنفسه على ما يباشره بغيره والحكمة في تخصيص داود بالذكر ان اقتصاره في أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة لأنه كان خليفة في الأرض كما قال الله تعالى وانما ابتغى الاكل من طريق الأفضل ولهذا أورد النبي
(٢٥٩)