عبد الله بن عكيم قال سمعت عبد الله بن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ابن آدم ماذا أجبت ماذا عملت فيما علمت. رواه الطبراني في الكبير موقوفا وروى بعضه مرفوعا في شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف، ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق ابن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم عظم شأن المسألة فقال إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون ربنا لم ترسل لنا رسولا ولم يأتنا لك أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك فيقول لهم ربهم أرأيتم إن أمرتكم بأمر أتطيعوني فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول اعمدوا لها فادخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا (1) فرجعوا قالوا ربنا فرقنا منها لا نستطيع أن ندخلها فيقول ادخلوها داخرين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما. رواه البزاز باسنادين ضعيفين. وقد تقدمت أحاديث في كتاب القدر (2) فيمن مات في الفترة. وعن الحسن قال خطبنا أبو هريرة رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليعذرن الله عز وجل إلى آدم عليه السلام يوم القيامة ثلاث معاذير يقول الله تعالى يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من سدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لئن كذبت رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ويقول الله عز وجل يا آدم إني لا أدخل النار أحدا ولا أعذب منهم أحدا إلا من قد علمت بعلمي أنى لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه ولم يرجع ولم يعتب ويقول الله عز وجل يا آدم قد جعلتك حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا أدخل النار منهم
(٣٤٧)