رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجر على معاذ بن جبل ماله وباعه بدين كان عليه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن معاوية الزيادي وهو ضعيف. وعن كعب بن مالك وكان أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم قال كان معاذ بن جبل أدان بدين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحاط ذلك بماله وكان معاذ من صلحاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال معاذ يا رسول الله ما جعلت في نفسي حين أسلمت أن أبخل بماله ملكته واني أنفقت ماله في أمر الاسلام فأبقى ذلك على دينا عظيما فادعو غرمائي فاسترفقهم فان أرفقوني فسبيل ذلك وإن أبوا فاجعلني لهم من مالي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه فعرض عليهم أن يرفقوا به فقالوا نحن نحب أموالنا فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال معاذ كله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى بعض اليمن ليجبره فأصاب معاذ من اليمن من مرافق الامارة مالا فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ باليمن فارتد بعض أهل اليمن فقاتلهم معاذ وأمراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم على اليمن حتى دخلوا في الاسلام ثم قدم في خلافة أبى بكر الصديق بمال عظيم فأتاه عمر بن الخطاب فقال إنك قد قدمت بمال عظيم فإني أرى أن تأتى أبا بكر فتستحله منه فان أحله لك طاب لك وإلا دفعته إليه فقال معاذ لقد علمت يا عمر ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليجبرني في حين دفع مالي إلى غرمائي وما كنت لأدفع لأبي بكر شيئا مما جئت به إلا أن سألنيه فان سألنيه دفعته إليه وإن لم يأخذ أمسكته فقال له عمر إني لم أراك ولنفسي إلا خيرا ثم قام عمر فانصرف فلما ولى عمر دعاه معاذ فقال إني مطيعك ولولا رؤيا رأيتها لم أطعك إني أراني في نومي غرقت في جوبة (1) فأراك أخذت بيدي فأنجيتني منها فانطلق بنا إلى أبى بكر فانطلقا حتى دخلا عليه فذكر له معاذ كنحو مما كلم به عمر فيما كان من غرمائه وما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبره ثم أعلمه بما جاء به من