في رسالة كتبها إليه، والرسالة بصورتها مدرجة في آخر إجازات البحار، ولكن الموجود المتداول منها اليوم هو (الحديقة الهلالية) فقط في شرح دعائه عند رؤية الهلال الذي هو الدعاء الثالث والأربعون، وقال في آخرها: (تم تأليف الحديقة الهلالية من كتاب حدائق الصالحين ويتلوها بعون الله تعالى الحديقة الصومية وهو شرح دعائه (عليه السلام) عند دخول شهر رمضان) وقد كتب قبل الهلالية (الحديقة الأخلاقية) قطعا، لأنه قال في أثناء الهلالية ما لفظة: (وقد قدمنا في الحديقة الأخلاقية في شرح دعائه (عليه السلام) في مكارم الأخلاق كلاما) ثم أورد الكلام بعينه، ودعاء المكارم هو الدعاء العشرون، وفي الروضات: (ص 632) أنه قرأ عليه السيد حسين بن حيدر شرح دعاء الصباح.
فظهر أن ما خرج من قلم الشيخ البهائي لم يكن منحصرا بالحديقة الهلالية حتى يقال أن استعمال (حدائق الصالحين) مجاز لا حقيقة له» (1).
ولكن من المطمئن إليه أن السيد ابن معصوم لم يطلع على أكثر من الحديقة الهلالية حيث يقول: «وأما شرح شيخنا البهائي - قدس الله روحه الزكية - الذي سماه حدائق الصالحين وأشار إليه في الحديقة الهلالية فهو مجاز لا حقيقة، إذ لم تقع حدقة منه على غير تلك الحديقة، ولعمري لو أتمه على ذلك المنوال لكفى من بعده تجشم الأهوال، ولكن عسى أن يثمر غرس الأماني فأكون عرابة هذه الراية في زماني» (2).
وقد تعدى تأثر السيد المدني بأسلوب الشيخ البهائي ومنهجه إلى اختيار عنوان الكتاب كذلك، فترى مقدار التقارب بل الترادف بين عنواني شرح الصحيفة لهما (قدس سرهما) بين (حدائق الصالحين) و (رياض السالكين) بل أن اسم شرح الصحيفة أو لا كما نص عليه صاحب الغدير كان (رياض الصالحين) (3) ثم غير المؤلف العنوان بعد ذلك إلى (رياض السالكين).