رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم. وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا
____________________
والثروة والسعة يعني: إن ثروة بني أمية وغناهم بحسب الدنيا كان أكثر من ثروة الجبال وغناها أي: من الثروة والغنى الذين يحصلان لأصحاب المعادن النفيسة الواقعة في الجبال من الفلزات والجواهر، انتهى.
فلا يخفى بعده وسخافته. قوله: «حتى يأذن الله بزوال ملكهم» أي: حتى يريده، أو حتى يأمر به على تفسير الإذن بالإرادة، أو بالأمر، وصدق هذا الكلام ظاهر فانه لم يخرج عليهم خارج ولا قام لإزالة ملكهم قائم إلا وظفروا عليه وقهروه حتى أراد الله زوال ملكهم، فاختلفت كلمتهم وتضعضع أمرهم فزالت دولتهم وذهبت كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
ومن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام):
«إن لبني أمية مرودا يجرون فيه ولو قد اختلفوا بينهم، ثم كادتهم الضباع لغلبتهم» (1).
والمرود هنا: مفعل من الإرواد وهو الإمهال والإنظار. شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انقطع نظامهم.
في ذلك: أي في المذكور من مدة ملكهم.
يستشعرون عداوتنا: أي يجعلونها شعارا لهم، وهو ما يلي الجسد ويلاصقه من الثياب الذي لا ينزع إذا نزع ما فوقه من الدثار كأنهم جعلوا عداوتهم لاصقة بهم ولازمة لهم.
أو هو من الشعار بمعنى العلامة أي: يجعلونها علامة لهم، أو بمعنى يضمرون

(1) شرح نهج البلاغة للهاشمي الخوئي: ج 2، ص 528 قصار الحكم 440.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست