____________________
يتمثل ويتصور ما يوحى إليه فقط، أو مع الملك الموحي في حسه المشترك، ثم في حسه الظاهر، ثم في الخارج، ثم في الهواء المجاور له، بعكس ما يرى الشيء الموجود في الخارج أولا، فانه يتمثل أولا في الحس الظاهر، ثم في الحس المشترك، ثم في القوة العقلية، لأنه لو كان الوحي نزول ملك جسماني يتكلم معه في الخارج فقط من غير تلق روحاني لما عرض للنبي الموحى إليه حين نزول الوحي شبه غشي، ولحواسه الظاهرة شبه دهشة على ما هو المشهور المنقول من حال النبي (صلى الله عليه وآله) حين نزول الوحي عليه، بل كان ينبغي أن يكون توجه نفسه الكاملة على هذا التقدير إلى الظاهر أتم وأكمل، وتكون حواسه الظاهرة أصح وأسلم.
ومما يدل على ما قلناه ما نقله القاضي (1) في تفسير قوله تعالى: فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك حيث قال قيل لما نودي: قال من المتكلم، قال:
«إني أنا الله» فوسوس إليه إبليس لعلك تسمع كلام شيطان، فقال: إني عرفت أنه كلام الله بأني أسمعه من جميع الجهات وبجميع الأعضاء (2).
قال القاضي: وهو إشارة إلى أنه (عليه السلام) تلقى من ربه كلامه تلقيا روحانيا ثم تمثل ذلك الكلام لبدنه (3) وانتقل إلى الحس المشترك فانتقش به من غير اختصاص بعضو وجهة (4) انتهى.
ومما يدل على ما قلناه ما نقله القاضي (1) في تفسير قوله تعالى: فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك حيث قال قيل لما نودي: قال من المتكلم، قال:
«إني أنا الله» فوسوس إليه إبليس لعلك تسمع كلام شيطان، فقال: إني عرفت أنه كلام الله بأني أسمعه من جميع الجهات وبجميع الأعضاء (2).
قال القاضي: وهو إشارة إلى أنه (عليه السلام) تلقى من ربه كلامه تلقيا روحانيا ثم تمثل ذلك الكلام لبدنه (3) وانتقل إلى الحس المشترك فانتقش به من غير اختصاص بعضو وجهة (4) انتهى.