بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أتانا من كل ما سألناه، وحبانا بكل ما طلبناه، المعبود الذي لا يعبد إلا إياه، المحمود الذي، من توكل عليه كفاه. أحمده حمدا يروق معناه، وأشكره شكرا يعرف سداه، وأؤمن به إيمان من تحقق الحق ورآه.
وأشهد (1) أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادته أذخرها ليوم فصله وقضاه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة ترغم أنوف جحداه، وأسأله حسن التوفيق لطلب رضاه، وأستعينه على التمسك بوثيق عرى تقواه وأن يصلي على المصطفين لإنفاذ ما حكم به وأمضاه، خصوصا على محمد أشرف من داس بساط القدرة ووطأه، وآله المخصوصين بقضاء دينه وأمناه، وبعد: فلما وفقنا الله سبحان لطلب الحق بالتحقيق، وهدانا إلى سواء الطريق من علينا بملازمة المجلس العالي الأعلم، والاستفادة من الإمام العلامة الأعظم، أفضل المتأخرين، لسان الفقهاء المتقدمين، وحيد عصره، وفريد دهره، الشيخ الزاهد الورع العابد، جمال الدين أبي العباس أحمد بن فهد، لا زالت أعماله الصالحات مقرونة بالقبول، وأيامه النيرات محفوفة بنيل المأمول.