منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ٢ - الصفحة ١٠٣١
حلما يقينا ان الله تعالى لم يجعل العبد وان اشتد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكايده ان سبق ما سمي له في الذكر الحكيم فلم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته ان بلغ ما سمي له في الذكر الحكيم أيها الناس انه لن يزداد أمرا بغير الحدقة ولم ينقص له بغير الحدقة فالعالم بهذه المعاقل به أعظم الناس راحة في منفعته والعالم بهذه المتأول له أعظم الناس شغلا في معرفة رب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه ورب معذور في الناس مصنوع له فارفقه أيها الساعي من سعيك واقصر من عجلتك وابدر من سنة غفلتك وتفكر فيما جاء عن الله عز وجل عن لسان نبيه صلى الله عليه وآله واحتفظ بهذه الحروف السبعة فإنها من قول الحي وعزائم الله في الذكر بحكمه انه ليس أحد ان يلقى الله عز وجل تحله من هذه الحلال الشرك بالله فيما افترض عليه أو صفا غيظه بهلاك نفسه ويأمر بعمل بغيره واستنجح إلى مخلوق باظهار بدعه في دينه أو سره تحمده الناس يفعل المتجر المختال بما سعى وصاحب الأبهة. فصل: روى الشيخ عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله تعالى وسع ارزاق الحمقى ويعسر للعقلاء ليعلمون ان الدنيا ليس منال ما فيها ولا يعمل حيلة وعن أبي حمزة الثمالي قال ذكر عند علي عليه السلام غلاء السعر فقال وما على من غلاه ان غلا هو عليه. فصل: قد بينا استحباب الطلب والسعي وقد يجب مع الحاجة إليه ولا ينبغي ترك التجارة روى الشيخ عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام رجل قال لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصوم ولأعبدن ربي عز وجل فاما زرقي فسيأتيني قال أبو عبد الله عليه السلام هذا أحد لثلاث الذين لا يستجاب لهم وعن أيوب أخي أديم يباع الهروي قال كنا جلوس عند أبي عبد الله عليه السلام إذ اقبل العلى بن كامل فقال لأبي عبد الله عليه السلام ادعو الله عز وجل ان يرزقني في دعة فقال لا أدعوك طلب كما امر الله تعالى وعن معلى بن خنيس عن أبيه قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل وانا عنده قيل اصابته الحاجة قال فما يصنع قيل في البيت يعبد ربه عز وجل قال فمن أين قوته قيل من عند بعض إخوانه فقال أبو عبد الله عليه السلام والله الذي تقويه أشد عبادته منه وعن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قاتل من طلب الدنيا استشفاقا على الناس وسعيا على أهله وتعطفا على جاره لقى الله عز وجل يوم القيامة وجهه مثل القمر ليلة البدر وعن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعبادة سبعون حولا أفضلها طلب الحلال وعن هشام الصيدلاني قال أبو عبد الله عليه السلام يا هشام ان رأيت الصفين قد التقيا فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم. فصل: روى الشيخ رحمه الله عن عبد الأعلى مولى الإمام قال استقبلت أبا عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت جعلت فداك حالك عند الله عز وجل و قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله فأنت تجهد نفسك في هذا اليوم فقال يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك و في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن محمد بن المنكدر كان يقول ما كنت أدري علي بن الحسين عليه السلام يدع خلفا أفضل من علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليه السلام فأردت أن أعظه فوعظني فقالوا له أصحابه بأي شئ وعظك قال خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي عليهم السلام وكان رحبا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين فقلت في نفسي سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا اما لأعظه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي ينهي وهو ينصاب عرقا فقلت أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء اجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع فقال لو جاءني الموت وانا في هذا الحال جاءني الموت وانما في هذه الحال جاءني وانا في طاعة الله عز وجل اكف فيها نفسي وعيالي عنك وغير الناس فني كنت أخاف لو جاءني الموت وانا على معصية من معاصي الله عز وجل فقلت صدقت يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني فصل: روى الشيخ في الصحيح عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام أعتق الف مملوك من كد يده. فصل: وروى إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا تحريم الحلال بل الزهد في فيها أن لا تكون بما في يدك أوثق بما عند الله عز وجل وهذا الحديث صحيح لان الله تعالى أنكر على من حرم الحلال فقال قل من حرم زينة الله التي اخرج لعبادة والطيبات من الرزق وقال تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك وذلك ينافي الزهد و قال روى الشيخ في الصحيح عن عبد الله ين أبي يعفور قال قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام انا لنطلب الدنيا ونحب ان نؤتي بها قال فقال تحب ان يصنع بها ما قلنا عود بها على نفسي وعيالي واصل منها فأتصدق وأحج واعتمر فقال أبو عبد الله عليه السلام ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة. فصل: روى الشيخ عن مسلم بن قيس الهلالي قال سمعت عليا عليه السلام يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال منهومان لا يشبعان منهوم الدنيا ومنهوم علم فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم ومن تناولها من غير حلها هلك الا ان يتوب ويراجع ومن أخذ العلم من أهله وعمل به تحيى ومن أراد الدنيا فهي حظه فصل روى الشيخ رحمه الله عن بن الجمهور وغيره من أصحابنا قال كان النجاشي وهو رجلا من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله عليه السلام ان في ديوان النجاشي على خراجا وهو فمن يدين بطاعتك فإن رأيت تكتب إليه كتابا فكتب إليه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك الله فلما رود على الكتاب وهو في
(١٠٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1022 1023 1024 1025 1026 1027 1028 1029 1030 1031 1032 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم في نية الصوم 557
2 فيما يمسك عنه الصائم 562
3 فيما يوجب القضاء والكفارة 570
4 فيما يستحب للصائم اجتنابه 581
5 فيمن يصح منه الصوم 584
6 في الزمان الذي يصح صومه 587
7 في رؤية الهلال 587
8 في شرايط الصوم 596
9 في شروط قضاء الصوم 600
10 في احكام القضاء 602
11 في الصيام المندوبة 608
12 في صوم الاذن 614
13 في صوم التأديب 615
14 في صوم الحرام 616
15 في لواحق الصوم 618
16 في النذر 623
17 في النوادر 624
18 في شرائط الاعتكاف 628
19 في احكام الاعتكاف 633
20 كتاب الحج في مقدمات الحج 642
21 في آداب السفر 645
22 في شرائط حجة الاسلام 648
23 في أنواع الحج 659
24 في المواقيت 665
25 في احكام المواقيت 668
26 في أفعال العمرة المتمتع 671
27 في احكام الاحرام 684
28 في احكام دخول مكة 688
29 في الطواف 690
30 في كيفية الطواف 690
31 في احكام الطواف 697
32 في السعي 703
33 في كيفية السعي 704
34 في احكام السعي 706
35 في التقصير 709
36 في أفعال الحج 713
37 في الوقوف بعرفات 715
38 في كيفية الوقوف 716
39 في احكام الوقوف 719
40 في الوقوف بالمشعر 722
41 في كيفية الوقوف بالمشعر 724
42 في احكام الوقوف بالمشعر الحرام 725
43 في نزول منى ورمى الجمرات 729
44 في كيفية الرمي 730
45 في احكام الرمي 732
46 في الذبح 734
47 في كيفية الذبح 737
48 في صفات الهدي 740
49 في احكام الهدي 748
50 في الضحايا 755
51 في الحلق والتقصير 762
52 في بقية أفعال الحج 766
53 في الرجوع إلى منى 769
54 في الرمي 771
55 في النفر من منى 775
56 في الرجوع إلى مكة 778
57 في الوداع 779
58 في تروك الاحرام 781
59 في تحرير لبس الخفين 782
60 في تحريم الطيب 783
61 في تحريم الأدهان والاكتحال 787
62 في تغطية الرأس 789
63 في تحريم إزالة الشعر للمحرم 792
64 في تحريم قلم الأظفار واخراج الدم 794
65 في قتل هوام الجسد وقطع شجر الحرم 796
66 في تحريم الصيد 800
67 في تحريم الاستمتاع 808
68 في تحريم الجدال والفسوق 811
69 في كفارة المحرم وما يوجب الكفارة 812
70 في احكام المحصور والمصدود 846
71 في المحصور 850
72 في حكم الفوات 852
73 في حج النساء 854
74 في احكام العبد والصبيان والكفار في الحج 859
75 في حج النائب 860
76 في حج منذور 874
77 في احكام العمرة 876
78 في الزيارات 879
79 في زيارة النبي ص 887
80 في زيارة فاطمة وأمير المؤمنين 889
81 في زيارة ساير الأئمة (ع) 891
82 كتاب الجهاد في وجوب الجهاد وكيفيته وفضله 897
83 فيمن يجب عليه وشرائط وجوبه 899
84 في اشتراط اذن الأبوين وصاحب الدين 901
85 في الرباط 902
86 في من يجب جهاده 903
87 في أصناف الكفار 905
88 في كيفية الجهاد 907
89 في المبارزة 912
90 في عقد الأمان 913
91 في العاقد 914
92 في عبارة الأمان 915
93 في احكام الأمان 916
94 في كيفية الأمان 917
95 في احكام الغنيمة 921
96 في الغنيمة وما ينقل ويحول 922
97 في احكام الأسارى 926
98 في احكام الأرضين 934
99 في كيفية قسمة الغنائم 938
100 في احكام السلب 942
101 في كيفية القسمة 948
102 في الاسهام 951
103 في اللواحق 956
104 في احكام أهل الذمة 959
105 في وجوب الجزية ومن يؤخذ منه 959
106 في مقدار الجزية 965
107 فيما يشترط على أهل الذمة 968
108 في احكام المساكن والأبنية 971
109 في احكام المهادنة والمهاونة 973
110 في تبديل أهل الذمة ونقص العهد 979
111 في حكم من المعاهدين والمهاونين 981
112 في قتال أهل البغي 982
113 في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 991
114 في اللواحق 994
115 في التجارة 998
116 في آداب التجارة 1000
117 في محرمات التجارة 1003
118 في الاحتكار 1006
119 في احكام التجارة 1008
120 في كسب الحجام وأمثاله 1019
121 في جوائز السلطان 1024
122 في النفقة 1028
123 في طلب الرزق 1030