من يعرفه من مكي وغيره وقد اجمع كل من يحفظ عنه العلم على أن الامام يجمع بين الظهر والعصر بعرفه وكذلك من صلى مع الامام وقال احمد لا يجوز الا الجمع الا لمن بينه وبين وطنه ستة عشر فرسخا الحاقا له بالقصر وهو باطل لان النبي صلى الله عليه وآله جمع فجمع معه من حضر من المكيين وغيرهم ولما يأمرهم ترك الجمع كما أمرهم ترك القصر حين قال لهم أتموا فانا سفر ولو حرم الجمع لبينه لهم انه (ع) لا يقر أحدا عليه الخطأ وكان عثمان يتم الصلاة لأنه اتخذ اهلا وجمع بين الصلاتين تماما وجمع عمر بن عبد العزيز وهو والي مكة بين الصلاتين وكان ابن الزبير بمكة مقيما وجمع بين الصلاتين ولم يبلغنا من أحد من القدماء انكار الجمع بعرفه للمقيم والمسافر المزدلفة أيضا بل اتفق عليه كل من يرى الجمع أيضا بل اتفق عليه كل من يرى الجمع أيضا الثالث إذا كان الامام مقيما أتم وقصر من خلفه من المسافرين وأتموا المقيمون ذهب إليه علماؤنا اجمع وقال الشافعي يتم المسافرون أيضا لنا ان القصر عزيمة فلا يجوز لهم خلافه ولان النبي صلى الله عليه وآله قال يا أهل مكة لا تقصروا في أقل من أربعة برد رواه الجمهور والتخصيص يدل على القصر في حق غيرهم الرابع لو كان الامام مسافر اقصر وقصر من خلفه من المسافرين وأتم المقيمون خلفه ذهب إليه علماؤنا اجمع وكذا أهل مكة يتمون لنقصان المسافة عن ما يجب فيه القصر وبه قال عطاو مجاهد والزهري والثوري والشافعي واحمد وأصحاب الرأي وابن المنذر وقال مالك والأوزاعي لهم القصر لنا ان النبي صلى الله عليه وآله نهى أهل مكة عن القصر ولأنهم في غير سفر يعيد فلم يجز لهم القصر كغير عرفه ومزدلفة احتجوا بان لهم الجمع فكان لهم القصر كغيرهم والجواب الفرق وهو لسفر في حق الغير ثابت دونهم الخامس يستحب تعجيل الصلاة حين تزول الشمس وان يقصر الخطبة ثم يروح إلى الموقف لان تطويل ذلك يمنع من الرواح إلى الموقف في أول وقت والسنة التعجيل روى ابن عمر قال عدا رسول الله صلى الله عليه وآله من منى حين صلى الصبح صبحه يوم عرفه حتى أتى عرفة فنزل بنمره حتى إذا كان صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وآله مهجرا فجمع بين الظهر والعصر ثم خطب الناس ثم راجع فوقف على الموقف من عرفة ولا خلاف في هذا بين علماء الاسلام مسألة فإذا فرغ من الصلاتين جاء إلى الموقف فوقف فيستحب له الاغتسال للموقف على ما قلناه روى الشيخ في الحسن عن الحلبي قال قال أبو عبد الله (ع) الغسل يوم عرفه إذا زالت الشمس ويجمع بين الظهر والعصر باذان وإقامتين ويقطع التلبية عند زوال الشمس من يوم عرفه لما تقدم وروى الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن تلبية المتمتع من يقطعها قال إذا رأيت بيوت مكة ويقطع تلبية الحج عند زوال الشمس يوم عرفه ويقطع تلبية العمرة المبتولة حتى يقع أخفاف الإبل في الحرم وعن ابن يزيد عن أبي عبد الله (ع) قال إذا زالت الشمس يوم عرفه فاقطع التلبية واغتسل وعليك بالتكبير والتحميد والتهليل والتمجيد والتسبيح والثناء على الله وصلى الظهر والعصر باذان واحد وإقامتين وقد بينا ذلك فيما تقدم مسألة فإذا جاء إلى الموقف بسكينة ووقار حمد الله وأثنى عليه وكبر الله وهلله و دعا واجتهد فإنه يوم شريف معظم كثير البركة يستجاب فيه الدعاء خصوصا في المشاعر العظام التي امر الشارع بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى فيها روى الشيخ في الصحيح عن معوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال وانما يعجل الصلاة ويجمع بينهما ليفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة ثم يأتي الموقف وعليك السكينة والوقار فاحمد الله وهلله ومجده واثن عليه وكبر مائة مرة واحمد الله مئة مرة وسبح مائة مرة واقرأ قل هو الله أحد مئة مرة وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد انه يوم دعاء وتعوذ بالله من الشيطان فان الشيطان لم يدخلك في مواطن قط أحب إليه من لم يدخلها في ذلك الموطن وإياك ان يشتغل بالنظر إلى الناس واقبل قبل نفسك وليكن فيما يقول اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار وأوسع على رزقك الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس ويقول اللهم لا تمكر بي ولا تجد عني ولا تستدبر حين وتقول اللهم إني أسئلك بجودك وكرمك ومنك وفضلك يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين ان تصلي على محمد وآل محمد وان تفعل بي كذا وكذا وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء اللهم حاجتي إليك لم يضرني ما منعتني وان منعتنيها لم ينفعني التي ان أعطيتنيها أعطيتني أسئلك خلاص رقبتي من النار وليكن فيما نقولا اللهم إني عبدك وملك يدك ناصيتي بيدك وأجلي بعلمك أسئلك ان توفقني لما يرضيك عني وان تسلم منى مناسكي الذي رأيتها خليلك إبراهيم صلاتك عليه ودللت عليها نبيك محمد صلاتك عليه وليكن فيما تقول اللهم اجعلني ممن رضيت عنه وأطلت عمرة وأحييته بعد الموت حيوة طيبة ويستحب ان بطلت عشية عرفه بالعتق والصدقة وعن عبد الله بن سنان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (ع) الا أعلمك دعاء يوم عرفة وهو دعاء من كان قيل من الأنبياء (عل) قال يقول لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير اللهم لك الحمد كالذي يقول وخير مما يقول وخير مما يقول وفوق ما يقول القائلون اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
(٧١٨)