درس [45]:
لنختم كتاب الحج بأخبار اثني عشر:
الأول: روى البزنطي عن ثعلبة عن ميسر قال: كنا عند أبي جعفر عليه السلام في الفسطاط نحوا من خمسين رجلا فقال لنا: أ تدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه فقال: تلك مكة الحرام التي رضاها الله لنفسه حرما وجعل بيته فيها، ثم قال: أ تدرون أي بقعة في مكة أفضل حرمة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك المسجد الحرام، ثم قال: أ تدرون أي بقعة في المسجد الحرام أعظم عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك بين الركن الأسود إلى باب الكعبة، ذلك حطيم إسماعيل عليه السلام الذي كان يذود فيه غنمه ويصلي فيه، فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قائما بالليل مصليا حتى يجنه النهار وقائما بالنهار حتى يجنه الليل ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا، إن أبانا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى محمد وآله كان مما اشترط على ربه أن قال: رب اجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، أما إنه لم يعن الناس كلهم فأنتم أولئك رحمكم الله ونظراؤكم، وإنما مثلكم في الناس كمثل الشعرة السوداء في الثور الأنور.
الثاني: ما رواه الصدوق بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين عليهما السلام: أي البقاع أفضل؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا.
الثالث: ما رواه سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أحب الأرض إلى الله عز وجل مكة، وما تربة أحب إلى الله عز وجل من تربتها، ولا حجر أحب إليه من حجرها، ولا شجر أحب إليه من شجرها، ولا جبال أحب إليه من جبالها،