تعالى: فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق (1) وما رواه عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يرى في المنام ويجد الشهوة فيستيقظ وينظر فلا يجد شيئا ثم يمكث الهوين بعد فيخرج قال: إن كان مريضا فليغتسل وإن لم يكن مريضا فلا شئ عليه قال: قلت (فما فرق) الفرق بينهما فقال: لأن الرجل إذا كان صحيحا جاء الماء بدفقة (بدفعة) قوية وإن كان مريضا لم يجئ إلا بعد (2) وهذه الرواية تدل على كون المني يجئ من شهوة من الشخص الصحيح وتدل أيضا أنه يجئ بدفع ودفق.
وأما ما يدل على اعتبار الفتور في الجسد فما رواه بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يخرج من الإحليل المني والمذي والودي والوذي فأما المني فهو الذي يسترخي له العظام ويفتر منه الجسد وفيه الغسل (3) الخبر.
ثم إنه قيل بملازمة هذه العلامات الثلاث بعضها مع بعض إذا تحققت الشهوة عند خروج المني تحقق الوصفان أيضا وهما الدفق وفتور الجسد ويستفاد من بعض الأخبار اعتبار اجتماع الأوصاف الثلاثة وهي رواية علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: سألته عن الرجل يلعب مع المرأة ويقبلها فيخرج منه المني فما عليه قال: إذا جاءت الشهوة ودفع وفتر لخروجه (بخروجه) فعليه الغسل وإن كان إنما هو شئ لم يجد له فترة ولا شهوة فلا بأس (4) والظاهر أن هذه أمارات لكون الماء منيا لا أنه مع العلم بكونه منيا يعتبر فيه الشهوة والدفع والفتور فإنه مما لم يقل به أحد من الخاصة وهذه الرواية وإن كان ظاهر صدرها اعتبار الأوصاف الثلاثة إلا أن ظاهر ذيلها هو الاكتفاء بالوصفين.
فيمكن أن يقال بكفاية كل واحد منها في كونها أمارة بكون الخارج منيا، ولا يعتبر اجتماعها فلذا اكتفي في الروايات بذكر واحد منها فإنه قد ذكر في بعض الأخبار