عيناه وسمعته أذناه فهو من اللذين قال الله عز وجل: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ومرسلاته بحكم الصحاح لكن في محكي أمالي الصدوق روايتها عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عنه عليه السلام وهو إما النهدي الثقة وهو الأقرب بناء على أن ابن أبي عمير لا يرسل إلا عن ثقة والظاهر أنها عين المرسلة أو من آل أعين وهو حسن لو لم يكن ثقة باعتبار عده ابن أبي عمير في محكي الأمالي بسند صحيح من مشايخه مع أبان بن عثمان وهشام بن سالم، بل يمكن الاستشهاد على وثاقته بارسال ابن أبي عمير عنه على هذا الاحتمال، لكن يحتمل أن يكون إرساله عن هشام كما في الرواية الآتية ولا بأس به بعد وثاقة هشام، وكيف كان فالرواية صحيحة دالة على أن مطلق الغيبة داخل في الآية الكريمة فتدل على أن المراد بالآية ليس الحبب فقط ولا الشياع بمعناه المعروف، بل مطلق الاظهار وكشف الستر ولو كان المراد به الالحاق الحكمي بلسان الالحاق الموضوعي كما سنشير إليه في استماع الغيبة فلا يضربا لاستدلال على المطلوب.
وكما في تفسير البرهان عن تفسير علي بن إبراهيم (1) قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن: ما رأت عيناه و سمعت أذناه كان من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة. وفي مجمع البحرين (2) وروى فيما صح عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام، وعليه فلا شبهة في كونها من الكبائر ولو فسرت بما أو عد الله تعالى عليه النار.
ويمكن الاستدلال على كونها كبيرة بالأخبار الكثيرة البالغة حد التواتر اجمالا المشتملة على الايعاد على النار والعذاب من رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين (3) بناء على أن ايعادهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما دلت عليه الروايات بل هو