فهي الهيولى الأولى وعلمت أيضا ان جوهريات الأشياء الواقعة في عالم الكون و هو جمله ما في عالم الأجسام مما يجوز فيه التغير والدثور بعد ما كان منحفظا فيها شئ كالأصل والعمود وهو كوجود الفصل الأخير في الطبائع المركبة لان وجوده يتضمن لوجود جميع تلك المعاني المسماة بذاتيات هذا النوع التي تثبت لأنواع أخرى موجودة بوجودات متعددة بالفعل مختلفة بالماهية (1) فمبدء الفصل الأخير للنوع الكامل كالانسان مثلا له كمالية في الوجود يوجد له مجتمعه كل ما يوجد في الأنواع التي دونها في الفضيلة الوجودية متفرقة لان هذا تمام تلك الأنواع وتمام (2) الشئ مشتمل عليه مع ما يزيد ونحن لما حكمنا بوجود حركه الذاتية في جميع الطبائع الجسمانية كما سيتضح زيادة الاتضاح بالبراهين فلا جرم (3) حكمنا أيضا بان لكل طبيعة فلكية أو عنصرية جوهرا عقليا ثابتا كالأصل وجوهرا يتبدل وجوده ونسبه ذلك الجوهر العقلي إلى هذه الطبيعة الجسمانية كنسبة التمام إلى النقص ونسبه الأصل إلى الفرع والله أقرب إلينا من كل قريب وتلك الجواهر العقلية بمنزله أضواء وأشعة للنور الأول الواجبي لأنها صور ما في علم الله وليست لها وجودات
(٩٥)