الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٨٧
الأصل في كل شئ هو وجوده والماهية تبع له كما مر مرارا وموضوع (1) كل حركه وان وجب ان يكون باقيا بوجوده وتشخصه الا انه يكفي في تشخص الموضوع الجسماني ان يكون هناك مادة تتشخص (2) بوجود صوره ما وكيفية ما وكمية ما
(1) ما قدمه ره من الجواب عن الشبهة بكون حركه شخصا واحدا ذا اتصال وحداني وان حدودها بما لها من التغاير النوعي في ماهيتها بالقوة لا بالفعل كان يغنى عن الالتزام بموضوع ثابت في حركه إذ لولا الوحدة الاتصالية في حركه لم ينفع بقاء الموضوع في وحده حركه كما لا يوجب وحده الموضوع وحده اعراضه المتفرقة المختلفة نوعا في غير موارد حركه وانما يجب بقاء الموضوع في الحركات العرضية من الكيفية والكمية والوضعية والأينية لأنها اعراض وجودها للموضوع وتشخصها به ولا معنى لتشخص عرض واحد شخصي بموضوعات كثيره سواء كان ذلك العرض ثابتا أو سيالا.
واما الجوهر فحيث كان وجوده لنفسه فليس يحتاج في وحدته وشخصيته إلى أزيد من وجود نفسه الذي هو عين شخصيته فالجوهر المادي بما له من حركه الجوهرية هو حركه ومتحرك معا لان نفسه التي هي حركه ثابته لنفسه التي هي جوهر ولا نعنى بالمتحرك الا ما ثبت له حركه وهذا على حد ما نقل عن بهمنيار ان الحرارة لو كانت جوهرا لكانت حارا وحرارة معا فالحق ان حركه ان احتاجت إلى موضوع ثابت فإنما تحتاج إليه في الحركات العرضية واما حركه الجوهرية فلا بل الحق الذي لا محيص عنه بالنظر إلى ما نبهناك به من أن قاطبة المقولات العرضية متحركة بتبع حركه الجوهرية هو ان يقال إن الحركات العرضية تحتاج في وحدتها وشخصيتها إلى موضوع جوهري ذي وحده وشخصية مسانخة لوحدتها وشخصيتها السيالة ط مد (2) ان قلت الشئ ما لم يشخص لم يشخص فكيف يتشخص المادة بصوره ما وأيضا الشئ ما لم يتشخص لم يوجد وما لم يوجد لم يوجد فكيف يكون صوره ما علة لوجوده المادة قلت العلة الحقيقية لوجود المادة وتشخصها هي الواحد بالعدد الذي هو المفارق واما الواحد بالعموم من الصورة فهو شريك العلة والشركة خفيفه المؤنة فيكفيها ذلك خصوصا للهيولي التي هي القوة المحضة كما أن العدم لما كان خفيف المؤنة يكفيه الواحد بالعموم وهو القدر المشترك من رفعات العلل الناقصة عند اجتماع رفعات منها كما مر ولنا ان نقول المراد بصوره ما الصورة الدهرية وعمومها وكليتها بمعنى السعة والحيطة الخارجية ومنزلتها من الصور المعينة منزله حركه التوسطية من القطعية والآن السيال من الزمان وأيضا قد أشار قدس سره إلى أن المراد بالصورة الجسمية هي النوع منها لا الفرد المنتشر ولا المفهوم من حيث هو مفهوم ملحوظا لا من حيث التحقق ولا الجنس الفاني في المتخالفات الفصلية إذ هو ماهية ناقصة لأنه بعض الماهية وانه مبهمة والكلي الطبيعي ولا سيما النوع إذ هو طبيعة تامه متحصلة موجود في الخارج س ره