حد مبلغ آخر فيكون هذه الزيادة المتصلة هي حركه لا السواد إذ لا يخلو انا إذا فرضنا سوادا فاما ان يكون ذلك السواد بعينه موجودا وقد عرضت له عند الاشتداد زيادة أو لا يكون موجودا فإن لم يكن موجودا فمحال ان يقال ما عدم قد اشتد لان المتحرك يجب ان يكون ثابت الذات فإن كان السواد ثابت الذات فليس بسيال كما ظن من أنها كيفية واحده سيالة فظهر من هذا ان لها في كل آن مبلغا آخر فيلزم ان اشتداد السواد يخرجه من نوعه الأول إذ يستحيل ان يشير إلى موجود منه وزيادة عليه مضافة إليه بل كل ما يتعلقه من الحدود فكيفية واحده بسيطه أقول إذا فرضنا نقطه كراس مخروط يمر على سطح فهاهنا نقطه واحده موجودة في زمان حركه هي مثال حركه بمعنى التوسط ونقط أخرى يتحد تلك النقطة الواحدة بواحده واحده منها بحيث يجامع تعينها المطلق تعينات تلك النقط المفروضة في الحدود فهكذا في كل حركه شئ كالنقطة السيالة مستمرة وأشياء كنقط مفروضه من وقوع المتحرك في كل واحد من الحدود ففي اشتداد السواد يصح ان يقال من السواد شئ كالأصل مستمر وله وحده ضعيفه وأشياء كل منها يشتمل على السواد الأصل وعلى زيادة ولكن بحسب التحليل في العقل (1) لا بحسب الخارج ومن هذا يظهر ان السواد من أول اشتداده إلى منتهاه له هويه شخصية واحده يستكمل في كل حين وقولهم ان الاشتداد يخرجه من نوعه إلى نوع آخر منه وان له في كل حد نوعا آخر لا ينافي ما ذكرناه إذ وجود هذه الأنواع و امتياز بعضها عن بعض هو بالقوة وبحسب العقل لا بحسب الخارج إذ بحسب الخارج لا يمكن تحقق نوعين متبائنين بالفصل موجودين بوجود واحد بالفعل قال بعضهم وبهذا يعلم أن النفس ليست بمزاج فان المزاج امر سيال متجدد له فيما بين كل طرفين أنواع غير متناهية بالقوة ومعنى بالقوة ان كل نوع فإنه غير متميز عما يليه بالفعل كما أن النقط والاجزاء في المسافة غير متميزة بالفعل (2) وكل انسان
(٨٢)