الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٧٦
ما منه وما إليه ضدين وربما كانت أمورا متقابلة بوجه فلا يجتمعان معا وربما كان ما منه وما إليه مما يثبت الحصولان فيهما زمانا حتى يكون عند الطرفين سكون كما في الحركات المنقطعة وربما لم يكن كالحال في الفلك قال بعض الحكماء وربما كان المبدء فيه هو المنتهى بعينه كما في الفلك فباعتبار ان منه حركه هو المبدء وباعتبار ان إليه حركه هو المنتهى وهذا غير صحيح فان وصول الفلك في حركه اليومية إلى الوضع اليومي عند الطلوع مثلا غير وضعه الأمسي عنده بالشخص (1) والهوية بل مثله فيكون المبدء غير المنتهى بالذات ولا حاجه فيه إلى اعتبار الجهتين الا عند المقايسة إلى السابق واللاحق كما في جميع الحدود الآنية فان كلا منها مبدء لشئ ومنتهى لشئ آخر واعلم أن تسميه حدود حركه الوضعية الفلكية بالنقط على (2) المسامحة فان تلك الحدود بالحقيقة أوضاع آنية وجودها بالقوة الا انها قوه قريبه من الفعل اما تعلق حركه بما فيه

(1) وإن كان عينه بالنوع والماهية والقائل استعمل لفظ بعينه ومعناه بشخصه و كيف يكون هو هو بشخصه والمعدوم لا يعاد بعينه ولا تكرار في التجلي ولو كان الامر كما قال القائل جرى الحكم في كل وضع من الأوضاع التي بين ذينك الوضعين اللذين عند الطلوعين وغيرها والبداهة حاكمه ببطلانه فيتوارد على الفلك بينهما أوضاع غير متناهية فكيف بجميع الأوضاع التي في حركته الدائمة س ره (2) أي التجوز وجهه ان كل وضع آني بسيط فهو كالنقطة السيالة س ره.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست