محصورة بين حاصرين ويلزم منه مفاسد تشافع الاجزاء التي لا تتجزى كما يظهر بالتأمل.
والثاني ان السواد لما ثبت ان له في حالة اشتداده أو تضعفه هويه واحده شخصية ظهر انها مع وحدتها وشخصيتها تندرج تحت أنواع كثيره وتتبدل عليه معاني ذاتية وفصول منطقية حسب تبدل الوجود في كماليته أو نقصه وهذا ضرب من الانقلاب وهو جائز لان الوجود هو الأصل والماهية تبع له كاتباع الظل للضوء فليجز مثله في الجوهر.
والثالث ان هذا الوجود الاشتدادي مع وحدته واستمراره فهو وجود متجدد منقسم في الوهم إلى سابق ولاحق وله افراد بعضها زائل وبعضها حادث وبعضها آت ولكل من ابعاضه المتصلة حدوث في وقت معين وعدم في غيره وليس اشتماله على ابعاضه كاشتمال المقادير على غير المنقسمات عند القائلين بها لاستحالته بل ذلك الوجود المستمر هو بعينه الوجود المتصل الغير القار وهو بعينه أيضا كل من تلك الابعاض والافراد الآنية فله وحده سارية في الاعداد لأنها جامعه لها بالقوة القريبة من الفعل فان قلنا إنه واحد صدقنا وان قلنا إنه متعدد صدقنا وان قلنا إنه باق من أول الاستحالة إلى غايتها صدقنا وان قلنا إنه حادث في كل حين صدقنا فما أعجب حال مثل هذا الوجود وتجدده في كل آن والناس في ذهول عن هذا مع (1) ان حالهم بحسب الهوية مثل هذه الحال وهم متجددون في كل حين لان ادراكه يحتاج إلى لطف قريحة ونور بصيرة يرى كون ما هو الباقي وما هو الزائل المتجدد واحدا بعينه ولنصرف العنان إلى اثبات حركه في الجوهر تتميما لما سبق ذكره فيه.