الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٧٩
قاره لما (1) كان خروجا عنها بل امعانا فيها وبالجملة معنى حركه في مقولة عبارة عن أن يكون للمتحرك في كل آن فرد من تلك المقولة فلا بد لما يقع فيه حركه من افراد آنية بالقوة وليس لتينك المقولتين فرد آني مثلا (2) ان وقعت حركه في التسخين يجب ان يكون إلى التبريد فيلزم ان يكون الجسم في حالة تسخنه متبردا مع أنه لم يخرج عن التسخن حتى يكون متحركا فيه وإن كان في أثناء حركته ترك التسخن فالحركة في غير مقولة ان ينفعل وكذا لا يمكن حركه في مقولة متى واما الإضافة فإنها وان وقعت فيها التجدد لكن وجود الإضافة غير مستقل بل الإضافة تابعه لوجود الطرفين فلا حركه فيها بالذات كما مر وكذا الجدة فان حركتها تابعه لحركة أينية في العمامة أو نحوها فلم يبق من المقولات التي يتصور فيها حركه الا أربع عند الجمهور وخمس عندنا الجوهر والكيف والكم والأين والوضع والسكون يقابلها (3) تقابل الضد أو العدم وتفصيله

(1) لان الهيأة الغير القارة لكل فرد منها اجزاء غير متناهية ففي الان لا يمكن للموضوع الخروج منها فليلبث في كل منها زمانا فيلزم السكون فيها لعدم التبدل فيها س ره (2) هذا علاوة على ما ذكر من أن الموضوع لا يمكنه التخلص في الان وكان جاريا في مراتب نفس التسخين وهذا العلاوة اجتماع الضدين فإنه على تجويز حركه في مقولة ان يفعل فليجز حركه الموضوع من نوع منه كالتسخين إلى نوع آخر منه كالتبريد فليتبدل من التسخين في آن إلى التبريد في آن آخر إذ كل حد يفرض مما فيه لا يكون المتحرك قبل آن الوصول حاصلا فيه ولا بعد آن الوصول حاصلا فيه والحال ان التسخين فعل تدريجي لا يتم في الان فمع ان الموضوع مشتغل به بعد لا بد من ورود التبريد في الان الثاني كما هو مقتضى حركه ثم التعبير في ثاني الحال بالتسخن والتبرد باعتبار اللزوم للمحذور وان ترك التسخين إذ لا يقتحم في الان فلم يكن حركه في مقولة ان يفعل هذا خلف س ره (3) بناءا على أن يكون السكون قرار الشئ وثبات الشئ كما أنه على تعريف المتكلم السكون بالكون الثاني في المكان الأول يكون ضدا وان قلنا إن السكون عدم حركه عما من شانه ان يكون متحركا فهو عدم للملكة س ره.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست