اشتداد السواد يخرجه من نوعه ويكون للموضوع في كل آن كيفية بسيطه واحده لكن الناس يسمون جميع الحدود المقاربة من السواد سوادا وجميع الحدود المقاربة من البياض بياضا والسواد المطلق في الحقيقة واحد وهو طرف خفى والبياض كذلك والمتوسط كالممتزج لكن يعرض لما يقرب من أحد الطرفين ان ينسب إليه والحس لا يميز فيظن انها نوع واحد انتهى ما ذكره وقد صوبه بقوله هذا كله حق وصواب لكن يجب طرد القول به في حركه المقدارية.
أقول فساده مما لا يخفى على من له اطلاع على هذه المباحث ولست ادرى أي حد من حدود السواد سواد عنده (1) والبواقي كلها غير سواد مع أن كل واحد من تلك الحدود يوجد بالفعل عند الثبات والسكون وإذا لم يكن سواد فأي شئ كان.
ثم اعترض على قولهم ان للمتحرك في المقدار في كل آن مقدارا آخر بحيث لا يوجد مقدار واحد منهما في زمانين والا لم تكن حركه فيه بأنه يلزم عليهم القول بتتالي الآنات قال والذي وجدنا في التعليقات جوابا عن ذلك من أن تلك الأنواع بالقوة فيه نظر لان الأنواع ان لم يكن لها وجود في الخارج لم يكن لحركة الجسم في كيفية واحده وجود في الخارج فالجسم لا يكون متحركا بل يكون