تابعه للصورة المقومة وهي الطبيعة ولهذا عرفها الحكماء بأنها مبدء أول لحركة ما هي فيه وسكونه بالذات لا بالعرض وقد برهنوا أيضا على أن كل ما يقبل الميل من خارج (1) فلا بد وأن يكون فيه ميل طباعي فثبت ان مزاول حركه مطلقا لا يكون الا طبيعة وقد علمت أن مباشر حركه امر سيال متجدد الهوية ولو لم يكن سيالا متجددا لم يمكن صدور هذه الحركات الطبيعية عنه لاستحالة صدور هذه الحركات الطبيعية عنه لاستحالة صدور المتجدد عن الثابت والحكماء كالشيخ الرئيس وغيره معترفون بان الطبيعة ما لم يتغير لا يمكن أن تكون علة حركه الا انهم قالوا لا بد من لحوق التغير لها من خارج كتجدد مراتب قرب وبعد من الغاية المطلوبة في الحركات الطبيعية وكتجدد أحوال أخرى في الحركات القسرية وكتجدد الإرادات والأشواق الجزئية المنبعثة عن النفس على حسب تجدد الدواعي الباعثة لها على حركه.
أقول ما ذكروه غير مجد في صحه ذلك فان تجدد هذه الأحوال وتغيرها في آخر الامر ينتهى لا محاله إلى الطبيعة لما قد عرفت من انتهاء القسر إلى الطبيعة وعلمت ان النفس لا تكون مبدء حركه الا باستخدام الطبيعة فالتجددات بأسرها منتهية إلى الطبيعة معلوله لها فتجدد ما هي مبدء له يستدعى تجددها البتة.
فان قيل إنهم صححوا (2) استناد التغير كالحركة إلى الثابت كالطبيعة على زعمهم بان أثبتوا في كل حركه سلسلتين إحداهما سلسله أصل حركه والأخرى