الحس أيضا فالمصير إلى ما ذكرناه فقد ظهر بطلان القسم الأول.
واما بطلان القسم الثاني فهو أيضا يعلم مما ذكر لأنه إذا لم يجز كون شئ موضوعا لعارض لم يجز كونه واسطه في العروض الا ان يعنى بكونه واسطه معنى آخر وهو كون الطبيعة المطلقة باعتبار وحده ما أي وحده كانت واسطه بينها وبين الموضوع كما ذكر في حركه المقدارية.
واما القسم الثالث وهو كون المقولة جنسا لهذا فقد ذهب إليه بعض فزعموا بان الأين منه قار ومنه غير قار وهو حركه المكانية والكيف منه قار ومنه سيال وهو الاستحالة والكم منه قار ومنه سيال وهو النمو والذبول فالسيال من كل جنس هو حركه وهذا غير صحيح بل الحق ان حركه تجدد الامر لا الامر المتجدد كما أن السكون قرار الشئ لا الشئ القار لكن هاهنا شئ وهو ان ثبوت حركه للفرد المتجدد السيال ليس كعروض العرض للموضوع المتقوم بنفسه لا بما يحله بل هي من (1) العوارض التحليلية والعوارض التحليلية نسبتها إلى المعروض نسبه الفصل إلى الجنس وكذا الكلام في نسبه السكون إلى الفرد القار فإذا تقرر هذا فالقول بان الكيف منه فرد قار ومنه فرد سيال حق وصواب وان الكيف السيال حركه بمعنى ان ما به حركه عين وجوده لا امر زائد عليه أيضا غير بعيد.
ثم إن (2) هؤلاء اختلفوا فمنهم من جعل المخالفة بالسيلان والثبات مخالفه نوعيه محتجين بان السيالية داخله في ماهية السيال فيكون في ماهيته مخالفا لما ليس بسيال.