قبوله للانقسام فيقوم ببعضه سواد وببعضه بياض كالجسم الأبلق أو ببعضه حراره و ببعضه برودة كالانسان إذا تسخن بعض يده بالنار وتبرد بعض آخر بالماء و كجسم بعضه محاذ لشئ وبعضه ليس بمحاذ له فقد اجتمع في جسم واحد أمران متضادان ومتناقضان لكون وحده الموضوع في الجسمانيات مما يجامع الكثرة بوجه وليس كذلك حال النفس فإنها لا يمكن ان يكون عالما بشئ خيالي جزئي وجاهلا بذلك الشئ أيضا كعلمنا بكتابه زيد وجهلنا به وكذلك الشهوة لشئ والغضب عليه والمحبة والعداوة فان الانسان الواحد لا يمكن ان يشتهى شيئا ويغضب عليه أو يشتاق إلى شئ ويتنفر عنه فعلم أن القوة الادراكية والشوقية غير جسمانية وليست أيضا عقلية فهي مجرده عن عالم الأجرام غير بالغه إلى عالم المعقولات واما تجويز كونها أمرا جسمانيا غير منقسم كالنقطة فقد مر بطلانه فان النقطة نهاية ونهاية الشئ لا يمكن ان يكون محلا لأمر آخر غير حال في محل تلك النهاية (1).
فان قلت الفلك يمتنع عندهم ان يقوم بجزء منه عرض يضاد القائم بجزء آخر فقد وجدنا جسما يمتنع ان يقوم بطرفيه ضدان وإذا عقلنا ذلك في الفلك و هو جسم فلم لا يجوز ان يكون القلب كذلك أو الروح البخاري الذي فيه لمشابهته للفلك.