الانفعالي المادي لا غير فلا استحالة في اجتماعهما لمحل غير مادي أو لجوهر فأعلى (1).
وليس لقائل ان يقول انا إذا تصورنا السواد والبياض والحرارة والبرودة فلا ينطبع هي أنفسها بل ينطبع صور هذه الأمور ومثلها فقط فلهذا لا يلزم أن تكون حاره باردة عند انطباع هذه الأمور.
لأنا نقول هذه الأمور التي سميتموها بأنها صور السواد والبياض وغيرهما هل لها حقيقة السواد والبياض أم لا فان كانت لها حقيقتهما وقد انطبع في النفس صور تلك الأمور التي هي بالحقيقة سواد وبياض وحرارة وبرودة واستدارة و استقامة فيجب عند ذلك أن تصير النفس حاره وبارده وأسود وأبيض مستقيمة و مستديرة فيكون جسما وان لم يكن لتلك الصور التي تصورناها حقيقة السواد و البياض والحرارة والبرودة لم يكن ادراك الأشياء عبارة عن انطباع ماهية المدرك في المدرك (2).
وأيضا نحن نعلم بالوجدان عند تخيلنا ومشاهدتنا لتلك الأمور انا نشاهد السواد والبياض والحرارة بعينها كما أحسسناها في الخارج فالتحقيق كما بيناه ان نسبه النفس إليها نسبه الفاعلية والايجاد (3) وهذه النسبة أشد وآكد من نسبه المحل المنفعل لان نسبه الفاعلية بالوجوب ونسبه القابلية بالامكان والوجوب آكد من الامكان في باب النسبة.
حجه أخرى كل جسم وجسماني يصح اجتماع المتضادين فيه (4) من جهة