الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٤
الانفعالي المادي لا غير فلا استحالة في اجتماعهما لمحل غير مادي أو لجوهر فأعلى (1).
وليس لقائل ان يقول انا إذا تصورنا السواد والبياض والحرارة والبرودة فلا ينطبع هي أنفسها بل ينطبع صور هذه الأمور ومثلها فقط فلهذا لا يلزم أن تكون حاره باردة عند انطباع هذه الأمور.
لأنا نقول هذه الأمور التي سميتموها بأنها صور السواد والبياض وغيرهما هل لها حقيقة السواد والبياض أم لا فان كانت لها حقيقتهما وقد انطبع في النفس صور تلك الأمور التي هي بالحقيقة سواد وبياض وحرارة وبرودة واستدارة و استقامة فيجب عند ذلك أن تصير النفس حاره وبارده وأسود وأبيض مستقيمة و مستديرة فيكون جسما وان لم يكن لتلك الصور التي تصورناها حقيقة السواد و البياض والحرارة والبرودة لم يكن ادراك الأشياء عبارة عن انطباع ماهية المدرك في المدرك (2).
وأيضا نحن نعلم بالوجدان عند تخيلنا ومشاهدتنا لتلك الأمور انا نشاهد السواد والبياض والحرارة بعينها كما أحسسناها في الخارج فالتحقيق كما بيناه ان نسبه النفس إليها نسبه الفاعلية والايجاد (3) وهذه النسبة أشد وآكد من نسبه المحل المنفعل لان نسبه الفاعلية بالوجوب ونسبه القابلية بالامكان والوجوب آكد من الامكان في باب النسبة.
حجه أخرى كل جسم وجسماني يصح اجتماع المتضادين فيه (4) من جهة

(1) كلمه أو بمعنى الواو إذ الفاعلية لم تلزم التجرد والدليل على الجمع انه لا يجوز فاعليه الجسم والجسماني للمتخيل لاشتراط الوضع كما مر س ره (2) لما صار السائل مستدلا بأنه ذاتي والذاتي لا يتخلف اكتفى المجيب به س ره (3) أي فلا يلزم محذور علينا مع قولنا بحصول الأشياء بأنفسها في الذهن لقولنا بقيامها بالمجرد قياما صدوريا س ره (4) أي يصح اقترانهما فيه بحسب الزمان وحده واما الاجتماع فمحال كما مضى فيما قبله ان النفس أو الخيال يصح فيه الاجتماع للضدين ولا شئ من الأجسام يصح فيها الاجتماع لهما ونظم هذه الحجة ان لا شئ من النفس أو الخيال يصح فيه اقتران المتقابلين وكل جسم أو جسماني يصح فيه الاقتران لوجود مناط الصحة وهو الامتداد أو نظمها هكذا لو كانت النفس أو الخيال جسما أو جسمانيا لأمكن فيه اقتران المتقابلين لكن التالي باطل إذ لا يقترن فيه العلم بكتابه زيد والجهل بها في وقت واحد فالمقدم مثله س ره
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست