والتعقل ضرب من الوجود والوجود متحد مع الماهية وكذا العلم متحد مع المعلوم وكما أن بعض الوجودات خسيس ضعيف وبعضه شريف قوى والخسيس قشر قليل المعاني مقصور على معنى واحد كالمقدار الواحد وان عظمت سموكه وجسمت انبساطه في الجهات والشريف لب كثير الحيطة بالمعاني وان صغر مقداره أو لم يكن له مقدار كالنفس الناطقة فكذلك العلم له أنواع كثيره بعضها خسيس ضعيف كالحس فلا يمكن ان يحس باحساس واحد محسوسات متعددة وبعضها شريف كالتعقل فان العقل الواحد يكفي لادراك معقولات لا تتناهى كما في العقل البسيط (1) وبالجملة فكل ما كان العلم أعلى وجودا كان أكثر حيطة بالمعلومات وأشد جمعية للماهيات واما العلم النفساني فهو متوسط بين التخيل والعقل البسيط
(٣٧٨)