مصداقا لكل معنى معقول لكونه عقلا بسيطا فعالا لتفاصيل العلوم النفسانية (1) وعند الجمهور بالوجهين الآخرين أحدهما بالتحليل فإنها إذا حذفت عن الأشخاص الداخلة تحت المعنى النوعي بتشخصاتها وسائر عوارضها اللاحقة بقيت الحقيقة النوعية ماهية متحدة وحقيقة واحده (2) والثاني بالتركيب لأنها إذا اعتبرت المعنى الجنسي والفصلي أمكنها ان يقرن الفصل بالجنس بحيث يحصل منهما حقيقة متحدة اتحادا جمعيا أو حمليا واما قوتها على تكثير الواحد فهي تجسيمها بقوتها الخيالية للعقليات (3) وتنزيلها في قوالب الصور المثالية وقيل بتميزها الذاتي عن العرضي و الجنس عن الفصل وجنس الجنس للماهية عن جنسها بالغه ما بلغت وفصل فصلها وفصل جنسها عن فصلها بالغه ما بلغت وتميز لاحقها اللازم عن لاحقها المفارق والقريب منها عن البعيد فيكون الشخص الواحد في الحس أمورا كثيره في العقل ولذلك ادراك العقل أتم الادراكات لكون العقل غير مقصور ادراكه على ظواهر الشئ بل يتغلغل ويغوص في ماهية الشئ وحقيقته ويستنسخ منها نسخه مطابقه لها من جميع الوجوه بل يصير هو هي بحقيقتها واما الادراكات الحسية فإنها مشوبة بالجهالات ونيلها ممزوج بالفقدان فان الحس لا ينال الا ظواهر الأشياء وقوالب الماهيات دون حقائقها وبواطنها
(٣٦٧)