فيتعلق بمعلومين دفعه واحده كالحكم بين الشيئين بحمل أحدهما على الاخر فانا إذا حكمنا بثبوت شئ لشئ فلا بد من حصول تصورين دفعه تصور الموضوع وتصور المحمول لان الحاكم على الشيئين لا بد ان يحضر المقضى عليهما عنده ففي وقت ذلك الحكم لا بد من حضور الطرفين والا لكان الحاضر ابدا تصورا واحدا والتصور الواحد ينافي الحكم والتصديق فوجب ان يتعدد الحكم ابدا وأيضا إذا عرفنا الشئ بحده التام عرفناه بتمام حقيقته فلو استحال حصول العلم بجميع اجزائه دفعه واحده لاستحال العلم بكنه حقيقية شئ في وقت من الأوقات فبهذا يظهر امكان حصول التصورات الكثيرة واما انه يمكن حصول التصديقات الكثيرة فلان المقدمة الواحدة لا تنتج فلو استحال العلم بالمقدمتين معا لاستحال حصول العلم بالنتيجة وأيضا العلم بوجود المضافين حاصل معا وكذا العلم بوجود اللازم و وجود الملزوم فعلم بهذا الدليل صحه حصول العلوم المتعددة في آن واحد (1) ومما يؤكد ذلك ويحققه ان النفس العارفة بمعلومات كثيره عند تحققها بمقام العقلية وتجردها عن جلباب البشرية لا يسلب عنها علومها بل يزيدها كشفا ووضوحا و مع ذلك لما خرجت عند ذلك من اختلاف الأوقات والأمكنة فيحضر معلوماتها بأسرها عندها دفعه واحده كالحال في علوم المفارقات في كون معلوماتها بأسرها حاضره معا بالفعل بلا شوب قوه فان قلت نحن نجد من نفوسنا انا إذا أقبلنا بأذهاننا على ادراك شئ تعذر علينا في تلك الحال الاقبال على ادراك شئ آخر.
قلت قد أشرنا إلى أن العلم كالوجود يختلف بالكمال والنقص فالعلم العقلي كالوجود العقلي مغاير للادراك الخيالي والوجود الحسى فانا إذا قلنا الانسان جوهر قابل للابعاد نام حساس ناطق أحاط عقلنا بمفهومات هذه الألفاظ