كثيره ولأن لا تكون لو كانت في أي مادة من مواد الأشخاص يحصل ذلك الشخص بعينه أو أي واحد من تلك الأشخاص سبق إلى أن يدركه ذو عقل حصل في عقله تلك الصورة بعينها فهذا معنى اشتراكها واما معنى تجريدها فكون تلك الطبيعة التي انضاف إليها معنى الاشتراك منتزعة عن اللواحق المادية الخارجية وان كانت باعتبار آخر ملفوفة باللواحق الذهنية المشخصة فإنها بأحد الاعتبارين مما ينظر به في شئ آخر ويدرك به شئ آخر وبالاعتبار الاخر مما ينظر فيه يدرك نفسها أقول لا منافاة عندنا بين التشخص العقلي وبين الكلية والاشتراك بين كثيرين (1) وقد علمت منا ان الصورة العقلية غير حاله في الذهن حلول الاعراض في محالها حتى تصير متشخصة بتشخص الذهن وبالهيئات المكتنفة بالنفس إذ النفس ما دامت مقيده بهذه الهيئات النفسانية لا يمكن ان تصير عاقلة بالفعل ولا معقولها معقولا بالفعل ففيها ما دامت موجودة بالوجود الطبيعي أو بالوجود النفساني قوه العاقلية والمعقولية لا فعليتهما فإذا انسلخ من هذا الوجود (2) وصار وجودها وجودا آخر
(٣٦٥)