لشئ على ما هو عليه فذلك الشئ في نفسه عالم فالعقل الهيولاني مستعد لان يكون عالم الكل إذا حصل فيه صوره الكونين فيصير بصوره عقله شبيها بالعالم العقلي و بصوره نفسه شبيها بالعالم الحسى فيكون في ذاته ماهية كل موجود وصورته فان عسر عليه شئ من الأشياء فاما لأنه في نفسه ضعيف الكون غير صوري الوجود خسيسا شبيها بالعدم وهذا مثل الهيولى وحركه والزمان والقوة واللا نهاية واما لأنه شديد الوجود قوى الظهور فيقهر وجود ذلك الشئ وجوده ويغلب نور ذلك الشئ نوره وهذا مثل مبدأ الكل والعقول العالية فان كون النفس الانسانية في المادة يورثها ضعفا عن تصور الباهرات جدا في طبائعها وذواتها فيوشك انها إذا تجردت عن هذه العلائق صارت إليها وطالعتها حق المطالعة واستكمل عند ذلك تشبهها بالعالم العقلي الذي هو صوره الكل عند الباري تعالى وفي علمه السابق على وجود الأشياء سبقا بالحقيقة فهذه القوة التي تسمى عقلا هيولانيا هو بالقوة عالم عقلي من شانه ان يتشبه بالمبدء الأول ومراتب القوة مختلفة كما وكيفا فقد تكون قريبه من الفعل وقد تكون بعيده وقد تكون بالقياس إلى الكل وقد تكون بالقياس إلى البعض على تفاوت اعداد كثيره في الحالين لا تعد ولا تحصى وللكل طرفان فمن شديد البلادة متناه في الغباوة وخمود القريحة ومن شديد الذكاء متوقد الفطرة و هو القوة القدسية التي يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار العقل الفعال.
وثانيها أن تكون الصور العلمية النفسانية الفكرية حاصله في قوه خيالية بحيث يشاهدها وكأنه ينظر إليها على التفصيل (1).
وثالثها ان يكون عقلا بسيطا يتحد فيه المعقولات حاصله فيه بالفعل لا بالقوة مقدسا عن الكثرة والتفصيل والشيخ قد نبه على هذا العقل البسيط في علم النفس من الشفاء بقوله ان تصور