وذلك الزمان قد وجد عن قوه أخرى هي فاعله للحركة فليس يصدر عن قوه الأرض بالسكون فعل والا لو صدر فعل كان كونه غير متناه لا عن تلك القوة بل بسبب قوه أخرى تفعل الزمان الغير المتناهي الذي به يكون السكون غير متناه انتهى.
فلقائل ان يقول هب ان السكون عدمي لكن حصول الأرض في حيزه من مقولة الأين وهو عرض من الاعراض وكذا لونها وشكلها وثقلها وقدرها ومادتها وسائر صفاتها التي بعضها من باب الكيف وبعضها من باب الكم وبعضها من باب الجوهر كجسميتها إذا الكل معلوله للطبيعة الأرضية بوجه ومستفادة عنها بالمعنى الذي أشرنا إليه من قبل.
الخامس المعارضة (1) بدورات الأفلاك فإنها مختلفة بالزيادة والنقصان وهي غير متناهية فان القوة المحركة لكره القمر قويه على دورات أكثر مما يقوى عليه القوة المحركة لكره زحل فيجب من ذلك تناهى القوتين المحركتين لهما فيجب تناهى الحركتين وان لم يلزم من ذلك تناهى الحركات فكذا لا يلزم من اختلاف فعل كل القوة وجزئها تناهيها.
والجواب ان اختلاف القوتين لكره القمر ولكرة زحل بالماهية والنوع لا بالجزئية والكلية فذلك خارج عن مبحثنا فانا بينا ان جزء القوة استحقاقه واستيجابه يجب ان يكون جزء استحقاق الكل واستيجابه فلا بد من تناهى الاستحقاقين إذ لا اختلاف فيهما الا بالمقدار واما محركات الأفلاك فهي قوى متخالفة الحقائق وحركاتها أيضا متخالفة الحقائق فلا يجب ان يكون فعل بعضها جزءا من فعل الاخر ولا انقص ولا أزيد بحسب الكمية وهذا كما أن الخط المستقيم والدائرة لا نسبه