للماهية في ظرف الذهن فوجود الجسم كالجسم منقسم ووحدته عين اتصاله كما سبق واما النقطة والإضافة فليست كل واحده منهما حالة في ذات المنقسم بما هو منقسم بل مع انضمام حيثية أخرى كالتناهي للنقطة ومثل ذلك في الإضافة ولو فرضت اضافه عارضه لنفس المنقسم بما هو منقسم كانت أيضا منقسمة بانقسامه كالمساواة مثلا والمحاذاة ونحوهما.
الثاني ان كون الجزء للقوة مؤثرا في شئ من اثر الكل (1) منقوض بان عشره من المحركين إذا اقلو جسما ونقلوه مسافة ما في زمان فلا يلزم ان يكون الواحد منهم يقدر على نقله عشر تلك المسافة أو تلك المسافة في عشره اضعاف الزمان بل قد لا يحركه أصلا فيجوز ان لا يكون لقوه الجزء نسبه في التأثير وان فرض ان لها نسبه في الوجود فجزء النار الصغير لا يحرق جزء الحجر.
أقول في جوابه انه لا معنى لكون جزء القوة موجودة ولا تأثير لها اللهم الا لمانع خارجي لان كون القوة مؤثرة هو من لوازمها الذاتية وكلامنا في جزء يبقى على طبيعة الكل من غير عروض حاله فربما كان حال الجزء عند الانفصال عن الكل غير حاله عند الاتصال فإن لم يتغير كان كل واحد من الاجزاء فعله ولو عند الانفراد جزءا لفعل الكل إذ لو لم يكن كذلك فهي عند الاجتماع اما ان لا يتغير حالها عما كانت فتوجب ان لا يكون ذلك المجموع قوه على الفعل وان تغيرت حالها عما كانت فلا بد هناك من امر آخر حاصل لها عند الاجتماع فلا يكون هي اجزاء لصورة القوة بل اجزاء لمادة القوة والقوة هي الامر الحاصل عند الاجتماع واما مثال العشرة المشتغلين بحمل ثقيل (2) فالتوزيع يقتضى ان يحمل كل واحد منهم جزءا من الثقيل عند الاجتماع واما عند الانفراد فربما لم يبق واحد منهم على صفة التي له عند الجزئية ولا المادة القابلة على صفتها ومع ذلك فللواحد تأثير في ذلك