وذلك بلا فرق بين حصول الإرادة الجدية المستلزمة لصحة العمل الريائي، وبين ما لا يقصد به إلا رئاء الناس، فافهم وتأمل جيدا.
خاتمة: في كفاية النية الارتكازية المشهور أن الاخطار بالبال تفصيلا لازم (1)، والمعروف بين المتأخرين كفاية وجودها في خزانة الخيال (2).
ومنشأ الاختلاف ليس مسألة كبروية، بل هم كانوا لا يرون اتصاف الطبيعة النوعية إلا به، بخلافهم، فإنهم يقولون باتصافها به.
والذي مضى منا في مسألة الجزم بالنية (3) - بمعنى الجزم بالعناوين المأمور بها، لا العلم بالأمر، فإنه ليس شرطا قطعا حتى لا يجوز الاحتياط - هو أن النية من الوجودات الذهنية، والوجودات الذهنية تحتاج في تحققها الذهني إلى المبادئ، كالوجودات الخارجية، وكما أن التردد لا يكون منشأ للوجود في العين، كذلك لا يكون منشأ للوجود في الذهن.
فإذا كان المأمور به ذا جزءين: خارجي وذهني، فلا بد من وجودهما