الناس جميعا، أفيتصور تكريم فوق ذلك.
ومما يعرب عن أن نظر الإسلام إلى الشطرين نظرة واحدة هو أنه يتخذ النفس موضوعا لبعض أحكامه في مجال القصاص دون أن يركز على الذكر، قال سبحانه: * (إن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص) * (1) حتى أنه سبحانه يصف من لم يحكم على وفق الآية بأنه ظالم ويقول: * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) *.
إن الرسول يجعل دماء المسلمين في ميزان واحد ويصف ذمة الجميع بأنها ذمة واحدة ويقول: " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم " (2) فالمرأة والرجل يتشاركان في لزوم احترام إيجار كل واحد منهما فردا من المشركين.
نعم مشاركة المرأة والرجل في القصاص لا يلازم مشاركتهما في الدية، لأن المعيار في القصاص غير المعيار في الدية، فكل من جنى على إنسان يقتص منه باعتبار أن الجاني أعدم إنسانا فيعادل بإعدامه.
وأما الدية فالمعيار في تعيينها هو تحديد الخسارة والضرر المادي التي منيت بها الأسرة، ولا شك أن خسارة الأسرة بفقد معيلها الرجل هي أكبر من خسارتها بفقد الأنثى، فلذلك صارت دية المرأة نصف دية الرجل على الرغم من أن المصيبة على حد سواء، وهذا لا يعني اختلافهما في الإنسانية.
إلى هنا تبين واقع خلقة كل من الرجل والمرأة وأنهما متماثلان لا يتميز أحدهما عن الآخر في ذلك المجال.
وأما ما يرجع إلى الأمور النفسية والروحية عند المرأة والرجل فنقول: لا