عند الروم واليونان تدور على أن الأنثى من جنس الحيوان أو من جنس برزخي يتوسط بين الحيوان والإنسان، وكان الرجل يتشاءم إذا أنجبت امرأته أنثى ويظل وجهه مسودا متواريا عن أنظار قومه وكأنها وصمة عار على جبينه قال سبحانه:
* (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أو يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) * (1).
فلم يكن للرجل بد إلا وأد بناته وقتلهن إثر الجهل بكرامة المرأة وفضيلتها ظنا منه أنه يحسن صنعا، وهذا هو القرآن الكريم يندد بذلك العمل ويشجبه ويقول: * (وإذا المؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) * (2).
وفي خضم تلك الأفكار الطائشة نجد القرآن الكريم يصف المرأة بأنها أحد شطري البنية الإنسانية ويقول: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل) * (3) فالأنثى مثل الذكر يشكلان أساس المجتمع دون فرق بينهما.
ومن جانب آخر يرى للأنثى خلقة مستقلة مماثلة لخلقة الذكر دون أن تشتق الأنثى من الذكر، على خلاف ما عليه سفر التكوين في التوراة من أن الأنثى خلقت من ضلع من أضلاع آدم، يقول سبحانه شاطبا على تلك الفكرة التي تسربت إلى الكتاب الإلهي (التوراة): * (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) * (4).
فالنفس الواحدة، هي آدم وزوجها حواء وإليهما ينتهي نسل المجتمع